مداخلة مع صاحب موقع (العدالة للجميع
أنا اشترك في حواراتكم لأول مرة، لا أخفي نزعتي الليبرالية، و في نفس الوقت اشعر في لحظات كثيرة أنني قريبة من الدين بمعناه الاعمق فهو في اعتقادي محاولة دائمة للتواصل الانساني و التعاون و الاخذ بيد الغير و الاحساس المطلق بالجمال و تكريم الانسان، و هو أيضا الرفض المطلق للعنصرية أيا كانت توجهاتها ضد العرق أو الدين أو النوع، الله عندي رحيم عطوف يحبنا و يعلم مقدار ضعفنا و يفرح بخطأ العبد الذي يقوده إلي الندم و العودة إلي المبادئ المثالية فربنا في نظري اكثر إنسانية (بالمعني السامي للكلمة و لا أقصد شيء أخر غير تبسيط الفكرة)، من كثير من المتناولين للخطاب الديني و الأصولي و السلفي و اللإسلامي و كل المسميات التي تتخذها حركات و جماعات سياسية تطمع في السلطة او مجموعات من البشر لها معتقداتها الخاصة بطبيعتهم الصحراوية أو البدوية أو الجبلية القاسية ووجدت في الدين الملاذ الذهبي لفرض قيمهم الصارمة الغير إنسانية و أعترف أنني أخاف من وصول الاخوان للحكم فلدي الكثير من الذكريات المؤلمة من توجهاتهم الفكرية أثناء احتكاكي بهم فترة الدراسة الجامعية، و لدي من الشواهد الكثير من الخلل الاجتماعي الذي يصل لحد المرض في مجتمعات تنصب نفسها وصية علي الدين و تفسيره مثل المجتمع السعودي و غيره، فبينما تنتشر أمراض غير سوية بالمرة بينهم تجدهم يجرون وراء الناس بالعصا لإرغامهم علي الصلاة، و بينما يحتقرون المرأة لأقصي حد ممكن تخيله تجدهم يفقدون عقولهم أمام الجميلات من غير مجتمعاتهم ، مجتمع قاوم بشدة التوقيع علي معاهدات لتحريم الرق، و استمر يعامل العاملين هناك من جنسيات أخري بنفس منطق العبودية، و اسالوا أي انسان تعيس الحظ قادته ظروفه الصعبة للعمل هناك، و ما هو الكفيل و حجز جوازات السفر عنده، الخ..الأخوان إذا ما وصلوا للحكم لا قدر الله، ستموت بقايا مصر التنوير التي تقاوم الأن في أخر معارك وجودها، رحم الله عظماء الفكر المستنير من رفاعة الطهطاوي و الشيخ محمد عبده إلي زكي نجيب محمود و جمال حمدان و كل المفكرين الوطنيين، و لعلهم يدعون لمصر بالنجاة من مستقبل قد يدمي المبادئ التي ماتوا و هم يدافعون عنها.
4:36 ص
4:36 ص
6 Comments:
اعتقد ان المصريين اذا قدر لهم اختيار من يتولى امرهم فسيختارون الاخوان
لأن فى اعتقادهم ان تطبيق الدين
هو احسن طريقة لتجاوز منغصات الحياة
وبما ان الاخوان يتكلمون بأسم الدين
فهم فى نظر الشعب خير من يصلح للقيادة بالطبع
على فكرة انا بشاركك الرأى فى رفض الاخوان كحكام علينا
By راضى, at 11:25 PM
و ماذا نفعل إذا يا راضي ؟ ننعزل في جزرنا و عوالمنا الخاصة التي تحتفي بالحرية و الإنسانية و تتضامن مع المختلف فكريا إذا ما تعرض للقهر، فأنا لا أقر مثلا حملة الاعتقالات و التنكيل بالإخوان ، أولا لأن هذا ليس من الحرية في شيء و ثانيا أن هذا القمع و بهذه الطريقة تحديدا هي ما تجعلهم الشهداء المدافعين عن الحق أمام العامة مما يغري الكثيرين بالانصات و من ثم الاندماج معهم بينما تقف باقي التيارات الفكرية حبيسة المكاتب و الجلسات الخاصة حيث تناقش الايدولوجيات و النظريات و فقط دون تأثير يذكر علي الشارع و لو حتي من باب التعاطف مع هذه النخب المثقفة لأنهم لا يتصدون، في نظر العامة، و بالتالي لا ينشر أو يشاع عنهم أنهم يعتقلون أو يضطهدون مثلا، و ثالثا لأن الفكر المقابل للإخوان ليس له مشروع محسوس بين جموع الشعب، فمثلا لا تسمع إلا عن جمعيات خيرية إسلامية، مستوصفات، مجموعات تقوية، كفالة أيتام و محتاجين الخ، و كلها لها توجهات دينية سياسية بمعني السيطرة علي الشارع، علي فكرة أنا لست ضد الدين و استخدامه لعمل الخير و لكني ضد الاستخدام المدروس سياسيا للوصول به و عن طريقه للسيطرة و الحكم لصالح جماعة أو جماعات في ظل خلو الساحة نهائيا أمامهم من طرح فكري سياسي مختلف، علي الاقل من باب اختبار حرية الاختيار. فقل لي إذا ما الحل؟ نسكت .. نقرب .. نبعد و لا إيه؟
By ايمان, at 7:26 AM
لا حضرتك هو مفيش حل
دى حاجة مفروغ منها من زمان
والله انا رأيى بس العسكر يحلوا عن سمانا
وبعدها نشوف حكاية الاخوان دى
By راضى, at 11:07 PM
والله يا اخت ايمان انا شايف ان الحال الان تحسن عن ماقبل علي الاقل الان في حركة كفاية وحزب الغد الذي لايخفي توجهه اللبيرالي ...محتاجين ان الناس تفهم ان السبيل الي التقدم هو حكم علماني يمارس فية الشعب حقه الطبيعي في تدوال السلطة وللاسف زي ما راضي قال المشكلة في الديكتاتورية العسكرية التي هي السبب في المصائب اللي احنا فيها
By ابن مصر, at 1:56 AM
انا اعلم جيدا مثلما يعلم الجميع أن التيار السياسي الاسلامي هو اقوى التيارات السياسية الموجودة على الساحة السياسية المصرية
ولكنني لا اتفق مع الكثيرين في ان وصولهم للحكم هو الامر الحتمي الحدوث اذا ما تمت انتخابات ديمقراطية، خاصة مع النمو الواضح لباقي التيارات في المرحلة الحالية وظهور الاخوان كمن يصارع من اجل الوصول الى مقدمة الصفوف وليس كما كانوا في السابق منفردين وحدهم بالساحة
نعم انا اعلم انهم الاقوى ولكنهم ليسوا الاغلبية، ان رهان المرحلة القادمة هو من سيستطيع اكتساب اكبر عدد ممكن من الاغلبية الصامتة وهؤلاء من سيحسمون المعركة وهم بالتاكيد ليسوا مع التيار الاسلامي ولا غيره لذا فهي معركة حقيقية وان كان لا يزال التيار الاسلامي هو الاوفر حظا في الانتصار حتى في هذه المعركة لانه يتكلم بلغة بسيطة اسهل وصولا لاغلبيتنا الجاهلة
وانا اعتقد ان معركة الليبراليين الان ليست فقط في ايقاظ هؤلاء النائمين ولكن ايضا في ارساء الفكر الليبرالي والتدخل باقصى قوة ممكنة في صياغة العقد الاجتماعي الجديد الذي لابد ان ينتج عنه دستور جديد لانه لا يهم من سيكسب معركة انتخابات اذا ما تم تثبيت اسس الديمقراطية الحقيقية لانهم سيفشلون في الحكم فلن يكون هناك مشكلة عندئذ في ازاحتهم من الحكم اما ان لم نستطع وضع اسس ديمقراطية حقيقية في المرحلة القادمة فنحن مقبلون على عصر ديكتاتوري اسود جديد لن يعلم احد كم سيطول هذه المرة
ولكن احيي ايمان على تعليقها ويا ليتك تشتركين في باقي "فروع المناقشة" :) حيث انها امتدت الى مقالين اخرين وتعليقاتهما
هنا
http://www.blogger.com/comment.g?blogID=9601861&postID=112043055131020013&isPopup=true
وهنا
http://safsata.blogspot.com/2005/07/blog-post_05.html
By Darsh-Safsata, at 9:05 AM
سأفعل يل درش، بشكل مستفيض، احيي اسلوبك الهادئ ، لقد وضعت يدك علي المشكلة الحقيقية، فلابد للنخب من تبسيط فكرهم و النزول للشارع بمشاركات يلمسها الفقراء و البسطاء مباشرة مثلما ذكرت قبلا العمل الاجتماعي) ومن خلاله ارساء الأفكار التي ينادون بها في المكاتب المغلقة، و لكن هذه المرة ينادون بها وسط الناس، التحدث الي الناس و جذبهم لأعلي بدلا من البعد و التعالي عليهم، و الأهم طرحك لمبدأ ارساء دستور جديد يكفل حقوق المواطنة الكاملة و احترام الانسان و تداول السلطة حقيقة و ليس وهم و اعادة الهيبةو الحرية و الفاعلية للمؤسسات لابد أن تكون تلك هي قضيتنا جميعا و علي اختلاف التوجهات
By ايمان, at 6:13 AM
Post a Comment
<< Home