masreya

Tuesday, August 30, 2005

عندما يوجد الله في قلبك

القلب مليئ بالشجن، بعز علي أن أكتب عن مشاعر الإحباط، علي الأقل حتي لا أحبط غيري، لكن اليوم عندما وجدت تعليق درش علي مدونة أخيرة، شعرت بمدي قربي من بشر لم أرهم، و لعلي لن أراهم أبدا، بينما تفصل بيني و بين المقربين أكثر فأكثر الأفكار التي تحاصر العقول و تسجن المشاعر و تحاكم النفوس و النيات.
أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضي بالعزلة و الوحدة و الغربة، و كأنها لعنة تطاردني، أن أبقي غريبة في غير الوطن و عندما أعود إليه تزداد الغربة حدة و توحش.
أكثر الصديقات قربا إلي قلبي و التي عشت معها الطفولة و المراهقة و الشباب ، البراءة و الاندهاش بالحياة و الأمل العريض و الأحلام التي توهمنا أننا سنحضن الدنيا و دقات الحب الأول ، استقبلت معها الأفراح الصغيرة و الأحزان الكبيرة كانت هي سندي و كنت معها في المحن و تقاسمت معها لحظات سعادتها علي أنها سعادتي الشخصية و حاربت معها معاركها
الأن و بكل بساطة و بسهولة تعتبر أنني تقريبا أقرب للتكفير و لعل بقية مودة منعتها من اعتباري خارجة عن الملة و ذلك لمجرد أن لي تحفظات علي تفسيرات أراها غريبة للدين حتي و إن تواترت عليها الأجيال و اعتبرتها من المعلوم من الدين بالضرورة و لمجرد أنني أعتقد أن الله جل شأنه عادل تمام العدل و رحيم كمال الرحمة و لا يمكن أن يكون عنصري.
لماذا يصرون علي تصويره بكل هذه القسوة و بكل هذه الرغبة في ترهيبنا، فكرة الإله عندي أعظم بكثير، أعتقد في حبه لنا و فرحه بمحاولاتنا المستمرة بين الخطأ و الصواب
قال لي مرة رجل خبر الدنيا جيدا، أن الله سبحانه و تعالي يعرف أنه في قلب عبده عندما يتذكره هذا العبد ، ليس في الجامع أو في درس لعمرو خالد، بل عندما يرتجف القلب للحظة و يتمتم اللسان بالاستغفار و هو في لحظة ضعف، أو في مكان مجون، هذه اللحظة التي يرتعش فيها القلب لتذكره الوجود الإلاهي هي ما يعطي للإنسان صفته التي تميزه عن بقية المخلوقات، ألا و هي الحرية في الإختيار و في نفس الوقت وجود الضمير و القلب الذي يعرف أن الله موجود حتي عندما تذل القدم

6 Comments:


  • اعتقد ان اشد حروب الايمان هي عملية تشوية صورة الله لدينا يحاولون تصويره بأي شئ غير الحقيقة ويشغلوننا باحاديث ونقاشات لا أول لها ولا أخر عن تفاصيل التفاصيل دون الحديث عن صلب الدين ومحاولين تشويهه دون ذكره
    يشغلوننا عن الله بالحديث عن دين الله
    ويشغلوننا عن العلاقة معه بطقوس العلاقة
    ويشغلوننا عن محبة الله بحب أبطال راحلون وبكره أعداء الله

    أما لك فأقول لا تغضبي من صديقتك فالخطأ ليس خطأها انت من خرجت من الصندوق وعليك يقع عبء تكيفك مع الوضع الجديد وارشاد من حولك له
    لا يغضبني ان يكفرني أحد ولكن يحزنني أن يؤثر هذا على محبتنا بعضنا لبعض ولا أفهم العلاقة بين الاثنين

    الآن توجد ميزة وجود هذا العالم
    الافتراضي الذي منحنا الفرصة لنلتقي بمن هم خارج الصندوق، أذكر عند بدء علاقتي بهذا العالم كم الاندهاش الذي أصابني من وجود كل هؤلاء خارج الصندوق، فكان مجرد وجودهم هو عامل تعزية حتى من دون التواصل، ولكن لا شك أن التواصل يساعدنا كلنا ولا تخشي شيئا من موضوع الاحباط وكما قال المبدع غاندي (المدون) في مدونة قديمة عن كم الابداع الذي نحصل عنه من الاكتئاب فلا تحرميننا منه
    وأيضا من جمال العالم الافتراضي انه يقل به من يتواصل بدافع الواجب العائلي أو العلاقة القديمة فكم من المدونين يظهرون ويختفون بلا سبق انذار
    فاكتبي كلما أحسست بالرغبة في الكتابة وليس لعتبار آخر واكتبي ما تريدين الحديث فيه وليس ما يريده أحد، نحن لا نسعى هنا إلى تحقيق رقم مبيعات
    فان كانوا قد أغلقوا علينا العديد من الأبواب فلا تدعي أحد يغلق لك هذا الباب

    By Blogger Darsh-Safsata, at 10:33 AM  

  • انا معك تماما واحييك علي جرأتك
    وزي ما قال درش ان الخطاب الديني الحالي بيشغلنا فعلا عن الله بالكلام عن ابطال الدين
    مع احترامي لكل الابطال دول فاحنا ظروفنا غير ظروفهم وحياتنا غير حياتهم ده غير ان التفكير في الله نفسه انا باعتبرها عبادة غير طقوس الدين العادية اللي بتعتمد علي الفيزيكال اكشن
    وللاسف ان صاحبتك في منها كتير اوي بس الواحد مابقاش بيزعل من حد لك تفكيرك ولي تفكيري

    By Blogger Pianist, at 9:47 AM  

  • اكيد انا متفق معاكى ان الله يفرح بعبده

    فيقول الرسول ان فرحة الله بعبده التائب اكثر من فرحة الراحل فى الصحراء الذى فقد متاعه و دابته ثم وجدهما فجاة

    طبع هذا ليس نص الحديث و لكن معناه و الحديث صحيح

    لكن الا تتفقى معى ان الحب يجب ان يتم اثباته ...

    لكى يرضى الله عنا يجب ان ناتيه بقلب سليم ... و الفتن تعرض على القلوب تباعا او كما قال رسول الله و لهذا فالعبادات و الطقوس هى وسيلة لتدريب تلك القلوب

    عموما انا لا اجيد الحديث فى تلك الامور و لكن ما اريد ان اقوله هو ان ما ذكرتيه هو اساس العلاقة و بداية الطريق و بدونه لن يستطيع احد ان يكمل و لكن فى الطريق يجب ان يكون معك متاعك الخاص الذى يسهل عليكى المشقة

    و لكن الفرق بينك و بين من لا يملك تلك البداية هو انه لا يفهم لماذا يسير فى هذا الطريق .. فاهمة حاجة؟

    By Blogger Mr-Biboooo, at 9:00 PM  

  • فاهمة جدا

    By Blogger ايمان, at 3:29 AM  

  • I understand what you have gone through, it hurts for two reasons, first they see you as a mad person and it hurts for such an idea to come from a near friend

    second, you think they are wrong and you want the best for them, that is why you want to convince them but you cant :(

    I understand what you want to say because that is exactly what happend with me, that is why we escape here, this place is unconditional and we can say whatever we like and whatever we believe in without others getting mad of us, at least that is what i hope :(

    By Blogger freeSoul, at 11:40 AM  

  • لقد مررت بتجربة مماثلة، آلمتني ثم اضطررت للاستمرار في السير دون النظر إلى الوراء أو التوقف عند الألم فما من فائدة لذلك

    عزيزتي إيمان، أشكرك على زيارة مدونتي وأعتذر عن تأخري في الرد عن سؤالك، يمكنك زيارة موقعي الآن للاستمرار في المناقشة، ربما نستطيع أن نحدث تغيير ما

    By Blogger ensana, at 10:16 AM  

Post a Comment

<< Home