masreya

Wednesday, May 10, 2006

حكايات المترو

اهداء الي فلان الفلاني
النساء في عربات المترو المخصصة لهن، يشكلن صورة حية لمستوي الوعي في المحروسة بما تعكسه الملابس وما يترجمه الكلام المتناثر بينهن .
فابتداء، هن خليط من الازياء المتنافرة، الاكثرية منها يجنح نحو العصور الظلامية (حيث كانت الاناث، إما حرائر لا يجوز شرائهن و بيعهن، لاسباب تتعلق بقوة المالك الاصلي، الذي ما ان يضعف او ينهزم، حتي تتحول ملكياته الخاصة الي مشاع عام و من ضمنها الاناث تبعه،
و القسم الثاني يستنتج بقراءة الجزء السابق فهن من يملكهن بماله اليوم المالك الاقوي
و كن بالامس حرائر
فتستشعر و انت علي مقربة منهن ان الجمل و الهودج بانتظارهن عند محطة الوصول
قسم اخر يمثل فتيات مراهقات و شابات يتمثلن هيفاء وهبي و أخوتها كمثل اعلي سواء في المظهر او المخبر و ان كان الجمال هو من الاشياء المستبعدة في المقاربة
هناك ايضا الموظفات المحجبات البدينات اللاتي لا شكل لهن من هول القهر و الضغوط و العذاب اليومي لمواصلة الحياة حتي اليوم التالي
هناك طالبات الجامعة اللاتي ما ان تفتح احداهن فمها حتي تتمني لو لم تكن حاسة السمع غير ارادية، فما ينطقن به جهل مغلف بالتفاهة و التغييب
بنات ثانوي و اعدادي و ابتدائي: كارثة محققة، فلا مستوي الالفاظ البذيئة المستخدمة او همجية التصرفات و لا كم البشاعة و عدم التنسيق في مظهرهن الذي لا ينم عن براءة و لا عن تعليم و لا عن تربية بأية حال من الاحوال
يضم ايضا مجتمع عربة السيدات نساء بسطاء جدا رقيقات الحال منهن من يشحتن، او يبعن اشياء تافهةو رخيصة، او ببساطة يقفن متسمرات في اماكنهن، انتظارا لمحطة الوصول التي قد تعني بيت يعملن فيه، او حضانة يخدمن فيها و ما شابه

لا تجد في ايديهن شيئا يقرأنه سوي المصاحف، بعض الكتيبات التي تتحدث عن النار و العذاب في القبر و الدعاء المستجاب، و ما الي ذلك أو ملخصات شرشر للطلبة، يستوي في ذلك المدارس او الجامعة،

بعض الفتيات المسيحيات اللاتي يحاولن اثبات وجودهن ايضا و اثبات البطاقة الدينية "عوضا عن هوية الوطن، فيتبدل الحجاب او النقاب او السدال، و هي تنويعات علي لحن اخفاء كل ما هو انثوي، لتجد اما الصليب الموشوم، او المعلق ، او الترنم بالكتاب المقدس، اتفاق بين الجميع علي الاشتراك في الانغماس الكامل في تدين يظهر جليا للكل و من لم يلتفت اليه هناك الف طريقة للفت نظره، كأن تصعد تلك الفتاة من محطة ما، هي دائما تضع خمار، او اسدال او نقاب، و تهتف بقوة في الواقفات، حتي انهن يفزعنني اذا كنت مركزة في قراءة كتاب معي، وتبدء بهيا يا اخوات لنتلوا معا دعاء الركوب، و تستمر بين همهمات تعلو و تخفت بحسب حماس المرددات وراءها الدعاء
و كأننا في مظاهرة
كنت كثيرا ما اتأملهن و احاول ان استشرف ما يفكرن فيه،
حتي كان ذلك اليومالذي لم استطع ان اقف متفرجة، تشجعت و تكلمت معهن، نسجت حوارا انسانيا قربني لأول مرة من راكبات المترو اللاتي يحطن بي من كل جانب و مع ذلك كنت بينهن كمن تحيط به شرنقة حريرية، فلا مظهري و لا وقفتي في الركن بكتاب في يدي، عنوانه يتراوح بين اثار العولمة علي الاقتصاد في بلاد العالم الثالث، او تفسير القرأن للامام محمد عبده، او عناوين انجليزية و فرنسية تتحدث عن السينما و التنمية
عندما شرعت ذلك اليوم في الحديث معهن لمست انسانيتهن لاول مرة
الحكاية الاولي: الناس في كفر عسكر،

4 Comments:

  • هناك حقيقتان عن العبد لله قد لا يعرفهما الكثير ممن علقت في مدوناتهم أو علقوا في مدوناتي ، الأولى أنني أبلغ من العمر سبعاً وعشرين سنة فقط ، والثانية هي أنني لست قاهرياً وزرت القاهرة حوالى خمس مرات فقط .. والطريف أن مرة واحدة من تلك المرات أو اثنين على الأكثر جربت فيهما ركوب المترو..
    لكن لو أردتِ البحث عن تجربة إنسانية تستأهل الكتابة ، أنصحك بركوب ميكروباظات الأقاليم ، حيث يتم تحشير الناس بداخلها مثل علب السردين ، وفيها تسمعين أحدث شرائط عذاب القبر على حق ، والشيخ محمد حسنين يعقوب وهو يستعمل النظرية الشخطية للوعظ والدعوة ، وربما تستمعين لبعض المداحين الذين تجدينهم حول الموالد بمدائح من عينة (أنا لجل حب النبي سبت أشغالي) .. كما قرأت ذات مرة في كتاب لعمنا أحمد بهجت ، وربما تسمعي من تاكسي الميكروباظ تسونامي الموسيقى المصرية .. المولد .. الواو واو واو واو!..
    وهناك ستخلتلطين بأناس أنت مجبرة على التعامل معهم بأقل قدر ممكن ، فكلهم بحكم التحشيرة لا يطيقون النظر إلى بعضهم البعض .. ومنهم من يتسم "بخفة الدم المفرطة" خاصة لو كانت الراكبة أنثى حلوة شوية ، وحتى مع الركاب الرجالة من أمثالي.. والذين يعشق بعض البلطجية الهزار معهم بالمطاوي كما حدث لي ذات مرة ..
    ميكروباظ الأقاليم ألذ.. ألذ.. ألذ!

    هذا لا يمنع أنني في انتظار قصصك عن عربات النساء في المترو.. خاصة مع مدونة لها قدرة كبيرة على السرد الفني قد لا تجدها في كثير من الحكائين ومن ضمنهم العبد لله..

    خالص تقديري

    By Blogger قلم جاف, at 10:40 AM  

  • الاعزاء
    قلم جاف: طبعا المناخ الحقيقي للطبقات الشعبية و المستوي الثقافي العام للمصريين تستقيه من الميكروباص، و خصوصا الشرائط الملغمة التي يسمعونها قسرا فيه، التاكسيات ايضا تلعب نفس الدور و ان كان تاثيرها يكون اقل كميا و ليس كيفيا،
    و انا اتعرض لمثل هذه الشرائط في التاكسيات، لكن عربة السيدات هي شريحة اكثر شمولا فهي تضم طبقات تشترك مع اصحاب الميكروباص و اخري لا تستعمله اطلاقا، مثلي، و هناك اصادف بعض السياح، بعض الراهبات، و احيانا طالبات في الجامعة الامريكية، المكافحات منهن ممن يدرسون كورس لغة او ما شابه، و هكذا

    By Blogger ايمان, at 5:05 AM  

  • فلان الفلاني
    الاهداء يلقي قيمته من المهدي اليه،
    قرأت كتاب د. جلال امين و يمكن ان تراه واضحا 24 ساعة يوميا في كل ما يقوم به المصريون الان
    اما بالنسبة لاختيار عربة السيدات فهناك اسباب خاصة بي
    اولا هي في الاوقات التي استعملها فيها اقل زحاما و اكثر ادمية من بقية العربات
    ثانيا انت لا تتصور كم المضايقات التي تعانيها الان اية سيدة غير محجبة، و لا اعرف اذا كانت المحجبات يعانين من هذا ام لا، فاصبح كل رجل كبر سنه او شاب شعره هو مراهق يفترس اي كائن يحمل ملامح انثوية بعينيه و يا سلام لو كانت لا تغطي رأسها، فمهما كان المظهر العام محترم و غير لافت للانتباه، بعكس كم الترتر و الالوان الفاقعة التي تغمر طرح هذه الايام، و لا كم التناقض بين الرأس المغطاة و الجسد المحشور في بادي شديد الضيق و جينز اكثر ضيقا، و كم المكياج علي الوجه و كم التخلف في العيون، الا ان المرأة او الفتاة التي لا تضع شيئا علي رأسها اليوم مهما بلغ تحشمها فهي مضطهدة

    By Blogger ايمان, at 8:07 AM  

  • I like this idea of taking the stories and situations that you see in the metro - passengers form a good variation of the society - and analyze them. Waiting for new posts about this soon.

    By Blogger Unknown, at 8:19 AM  

Post a Comment

<< Home