masreya

Sunday, September 04, 2005

صفاء النفوس تنويعات علي الحان بشرية

اخيرا شاهدت "بحب السيما" و قرأت "عمارة يعقوبيان
تماما كما تخيلتهما مثالين للإبداع الانساني الخالص، الصادق بدون تكلف و لا سفسطة هكذا بسيط بساطة الاشياء العفوية القادمة من اعماق نفس متأملة تعرف كيف تكشف عن المشاعر بدون مكياج اجتماعي أو عقائدي
الطفل الصغير الذي يرجو الله بتوسل لكي يحقق له أمنيته بمشاهدة فيلم "المنتقم" و لو ممكن يبقي دستة اشرار و كمان القتيلة العارية و بعدها سيتوب و يصلي له عشر صلوات عن كل فيلم استغفارا و تأكيدا علي انه يحب الإله و لا يريد أن يغضبه، لأنه يحبه و ليس فقط لأنه يخاف منه
الأب المرتعش من فرط التأثر يكلم الله بحرارة و صدق و مكاشفة للنفس لأول مرة في حياته، و يعترف انه لا يقوم بكل هذه الطقوس و يضرب علي نفسه و أهله هذا الحصار القوي خوفا من الخطية و الزلل ليس عن شيء سوي مخافة النار و العذاب و الانتقام الإلاهي المنتظر دائما بالمرصاد لكل البشرية، بينما الله غير ذلك الله احن من قلب أم رؤوم، و أب ملهوف علي صغاره، الله رحمته تعدت المدرك و المتخيل
يبكي الأب متأثرا و يقول للرب "في واحد من أجمل و أرق المشاهد الانسانية في السينما، و أكثرها صدقا و عمقا:أنا عايز احبك زي ابويا، أنا مش عايز اعبدك علشان خايف منك، أنا عايز احبك" أو بهذا المعني
من منا يصدق هكذا
عمارة يعقوبيان لوحة فريدة للنفوس البشرية المدعية و المنافقة و البسيطة و النقية في داخلها و ان كان ظاهرها يعطي انطباعا بالمجون، زكي الدسوقي و بثينة السيدوسعاد جابرفي مقابل الحاج عزام و ملاك و دولت بينما يلقي الخارجون عن الاطار الطبيعي سواء شذوذا أو تطرفا مصيرهم المحتوم (و ان كانوا في نهاية الامر ضحايا اهمال و حرمان عاطفي اسري قوي أو نتيجة الظلم و القهرالاجتماعي و السياسي و انتهاك ادمية الضعفاء
من منا يجزم انه هو الفائز من منا يعلم مقدار صفاء نفسه بدون اللعب علي مظاهر الورع و الطقوس التي لا تمنع صاحبها من دهس الأضعف و سحقه و تغليف كل هذا برداء الفضيلة أو الواجب الوطني أو ما شئت من الأغطية البراقة

4 Comments:

  • أنا عايز احبك زي ابويا، أنا مش عايز اعبدك علشان خايف منك، أنا عايز احبك"


    تلك الاقوال والمفاهيم .. بل اسميها الفلسفة .. تعرض لها الكثير ممن احبوا الله ورسوله من الصوفيين القدماء امثال رابعة العدوية والامام الغزالى ..وسيد قطب .... وكان يطلق عليهم فى بعض الكتب العارف بالله ....
    والقرآن ملىء بمواقف العتاب من الله للناس او للمؤمنين خاصة ... تدل على ان الله رحيم بل قريب من عباده ومحبا لهم ... مثل

    الم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما انزل من الحق

    يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك

    وفى تللك الآيات ومنها الكثير ما يدل على حب الله للعبد ... ولا يطلب الله منا سوى الاعمال التى نفعلها عن حب واخلاص له ... اما غيرها فلا حاجة له بها ...
    مثلا انا اعبد الله لانه يستحق العبادة ولانه لشرف لى ان اعبد الها واحدا عادلا قادرا يحبنى واحبه .... وليس خوفا من ناره او طمعا فى جنته

    تلك هى حقيقة العلاقة بين العبد وربه ... والله اعلم

    آسف على الاطالة ... ولكنك اثرتى نقطة هامة جدا ... يكتب فيها الكثير من الكتب

    By Blogger mahmoud zidan, at 5:54 PM  

  • لاتأسف علي الإطالة فالمناقشة المنطقية و تبادل الأراء و توسيع دائرة الوعي و فتح طاقات النور للحوار هي أهم ما في هذه المدونات ، التواصل بالرأي يمحو المسافات و يشحذ الإيجابية في كل منا، نعم اتفق معك في حب الله لنا و ضرورة حبنا له، و خوفنا عليه و ليس فقط منه
    هناك شيئا أخر أحب أن تشاركني إياه أنت و كل من يتمتعون بحب الكلمة ألا و هو الدعوة إلي الارتفاع بالحوار لغة، و البعد عن التدني بها، فأنت و درش و سقراط و الكثيرين يتمتعون بلغة راقية، و لكنني اصدم من بعض الناس الذين يستخدمون تعليقات مريعة، و لا أفهم كيف يعتقدون انهم سيقنعون احد بوجهة نظرهم مهما سمت اذا كانت لغة حوارهم مبتذلة هكذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أرجوأن نبدأ معا و مع كل من نتوسم فيهم التفهم لدعوتي
    وشكرا لك علي فكرك و كلماتك المؤثرة

    By Blogger ايمان, at 3:30 AM  

  • أجمل مشاهد في " بحب السيما "
    هى مشاهد التماع عين نعيم
    عندما يعثر على خروج عن المألوف .. أعنى بالمألوف .. الجو المحيط به .. وطريقة الحياة المجبور علي معيشتها بها حتى وإن كان هذا الخروج ليس جميلا
    التماعة عينه عندما يرى امه ترسم
    عندما يرى امه تعاقب البنت "اللي مش مظبوطة " . ..
    .....................
    تانى حاجة استغلاله لنقظة الحرام ..ووقعه فى نفوس البشر .. مثلا ساعة ما خد من الولد فى المدرسة الكوتشينة بحجة .. إنها حرام لأن الصور المرسومة عليها خليعة
    برضه ساعة ما اكتشف حكاية " منة شلبى " فعقد معاها صفقة .. هى تجيب له الشربات والشيكولاتة وهلم جرا .. مقابل صمته عما يراه من علاقة بينها وبين خطيبها

    By Blogger لـيـلـيـت, at 6:53 PM  

  • في الحقيقة هو أكتر مشهد في فيلم بحب السيما أثرني هو المشهد اللي انتي بتقولي عليه ده
    أشفقت علي الشخص دا جدا لدرجة اني شوية و كنت هعيط يمكن لأني برده خفت اني أوصل لمرحلة اليأس اللي هو وصلّه ده في علاقته مع الله
    لكن بما إن الإنسان هش جدا و سهل الوقوع جدا ، فلا يستطيع المرء إلا الإنابةو مناجاة الله و طلب الرحمة و المغفرة دائما منه ،و لا يوجد من أعلم من الله بمعاناة و حزن الفرد
    عمارة يعقوبيان من الروايات المؤثرة جدا ، شدت انتباهي طوال الأربعة أيام اللي قريتها فيه ، اسلوب الحكي موضوعي جدا ، لا ينحاز ضد أحد ،يحكي ظروف كل واحد و يتركك أنت مع الشخصيات تحكم عليهم
    و بحب أكتر لعلاء الأسواني نيران صديقة

    آسفة علي الإطالة ، بس دا لأن موضوعك مهم جدا

    By Blogger mindonna, at 9:49 PM  

Post a Comment

<< Home