masreya

Wednesday, May 17, 2006

اهداء الي مناصري الفكر و المجتمع الوهابي

العربية نت
جسم المقال:

كما نصحته امه..كي لا تعلو كلمتها على كلمته:سعودي يضرب عروسه ليلة الزفاف ويدخلها العناية المركزة.
أقدم سعودي على ضرب عروسه ضربا مبرحا حتى أفقدها الوعي في ليلة زفافه بناء على نصيحة من والدته ما أدى إلى إدخالها إلى غرفة العناية المركزة بإحد مستشفيات بمنطقة جازان السعودية.
فبعد ثلاث ساعات على انتهاء حفلة زفاف في إحدى محافظات جازان، ضجت ردهة المستشفى بعدد كبير من أقرباء العروس الذين تجمعوا لمعرفة سر وجودها في غرفة العناية المركزة، وسرعان ما عرفوا من الشرطة أن العريس اعتدى على قريبتهم بالضرب المبرح حتى أفقدها الوعي.
وأقر العريس بأنه ارتكب فعلته تلك بناء على نصيحة من أمه التي أفهمته أن ذلك سيجعل زوجته تدين له بالطاعة طوال حياتهما الزوجية، على حد قوله، وأضاف أن والدته شددت عليه أن يأخذ بنصيحتها حتى لا يواجه مصير أشقائه الذين تزوجوا قبله وأصبحت لزوجاتهم الكلمة العليا في البيت، بحسب تعبيره.
وذكر العريس أنه صفع عروسه ثلاث مرات على وجهها فردت بلكمه وشتمه، ما اضطره إلى ضربها بسيخ حديد إلى أن أغمي عليها، وبعد ذلك اتصل بوالدها الذي فوجئ بما حدث فأبلغ الشرطة قبل أن ينقل ابنته إلى المستشفى.
وذكر مصدر طبي لصحيفة "الحياة" الجمعة 12-5-2006 أنه تبين بعد فحص العروس أنها تعاني من كسر في الجمجمة والحوض وبعض الرضوض في سائر جسدها، أضاف أنها في حال نفسية صعبة للغاية وأن علاجها قد يستغرق شهراً كاملاً. ومن جانبه، أكد والد العروس أنه سيرفع دعوى ضد صهره لأخذ حق ابنته التي لم تكمل فرحها بعشها الذهبي، على حد تعبيره

26 Comments:

  • بصراحة العنوان الذي وضعتيه للموضوع لا يعني سوي أنك تتخذين من أي حادث في السعودية دليلا لنشر انتقاداتك للفكر الوهابي. وهذا موقف فكري استباقي يخدع القارئ أو يلعب علي جهله. العنف كما قال شريف موجود في أمريكا وهناك حوادث اعتداء جنسي علي الأطفال في العالم الغربي نقرأ عنها بشكل شبه يومي ولا نستطيع أن نقول أن التكنولوجيا أو فلسفة التنوير هي سبب العنف الجنسي في الغرب . هناك نساء في كل بقاع العالم يتعرضن للضرب والاهانة من الرجل ولا دخل للفكر الديني في هذا ولا دخل للفكر الوثني . وعلي رأي شريف فين الحض علي العنف في فكر بن عثيمين وبن باز وأبو اسحاق الحويني؟؟ لقد خانك التعبير ولا شك واختيارك للعنوان غير موفق بالمرة فلا الفكر الوهابي يشجع علي ضرب النساء ولا هذه الحادثة تبين أي وازع ديني للضرب. شكرا لك وشكرا لشريف علي تعليقه الهادئ

    By Blogger Mukhtar Al Azizi, at 10:42 AM  

  • البعض بيقول عن الإسلام إنه دين إرهاب، بسبب مجموعة من الناس..

    والبعض بيقول عن الغرب إنه شيطان بسبب مجموعة من الناس..

    الفكر الوهابي ليس كل ما يفعله الحمقى والمتشددين، ولا الصوفية هي كل ما يفعله الدراويش..الخ

    By Blogger abderrahman, at 8:20 PM  

  • اول مره احس انك صباح الفل

    ايه العلاقه
    واحد امه غسله دماغه
    ايه علاقه الوهابيين

    By Blogger littilemo, at 8:22 PM  

  • شكلها جلّت منّك المرادي ..! صحيح الفكر الوهابي - في رأيي - هوّ أوطى و احقر النظم التي عرفتها ، و ذلك بسبب الفاشية المهيبة التي ينادي بها ،حتى وصل الأمر إلى إجبار الناس على الصلاة ، و طواف المطوع للتأكد ، و منع النساء من القيادة ، و كل هذا الهراء ، و لكن هذا الأمر - كما ذكر المدونون - ليس له علاقة وطيدة بالقصة السالفة ، اللهم إلا ان هذا المناخ قد أسهم في خلق إنسان بهذا الجهل ، و البلادة ، و القسوة في آن واحد

    By Blogger ahmad, at 8:57 PM  

  • ايه علاقة ده بالوهابيه؟انا مش مع التشدد على الاطلاق ولا شايف انه من الاسلام..بس ضرب الزوجات موجود في المجتمعات الغير مسلمه من الاساس..وموجود في كل الاديان..مجرد حماه مريضه..وابن ضعيف الشخصيه..

    By Blogger محمد النقيب, at 9:38 AM  

  • الي كل المعلقين
    اولا كل الاراء التي تحدثت عن شيوع العنف ضد المرأة في كل المجتمعات غربية كانت او شرقية، لم تسلم من الجنوح نحو التبسيط الذي لا يري الا التشابه في الفعل و لا يري الاختلاف في الدافع الي هذا الفعل، فالعنف ضد النساء في المجتمعات الغربية مثلا سلوك شائن و يحارب من قبل كافة الاطياف الفكرية و الاجتماعية، بل هناك مراكز علنية تحاربه و تساعد ضحاياه و يكفي لأي ضحية للعنف الأسري ان تتصل برقم ليتم نجدتها، و ليس عليها ان تذهب مثلا الي القسم و تأتي بشهود و بتقرير طبي، ثم الاهم انها في حالة السعودية لا تستطيع اصلا الوصول الي القسم بمفردها و لا حتي لقسم الطوارئ بأي مستشفي بدون محرم!!و يتم (في الغرب) عادة بسبب امراض اخلاقية مثل الادمان بسبب الكحوليات او المخدرات عامة، كما يتم من اشخاص يعانون من خلل نفسي مثل الساديين ، او من رجال يعانون من البطالة و يعيشون علي حساب نسائهم، و لكنه لا يتم ابدا بناء علي خصوصية ثقافية تري بشكل عام و طوال الوقت ان المرأة عورة و ان النساء ناقصات عقل و دين و انهن لا يملكن أي اهليةعقلية او اخلاقية او نفسية حتي تمكنهن من مجرد قيادة السيارة
    لا يتم ذلك في مجتمع يري ان الرجال قوامون علي النساء لأنهم أفضل منهن (بينما القوامة التي عنيت في الأية هي المسؤلية و الرعاية و الانفاق في اطار الاسرة و لا تتعدي هذا الحيز، إذا اخذنا في الاعتبار المجتمع و البيئة التي نزلت فيهما الاية و العصور الطويلة التي اعتمدت فيها المرأة علي اعالة الرجل لها)
    اعلم تماما و ادرك ان الحوادث الفردية لا تعمم علي المجتمعات و لا الافكار التي تحكمها، لكن بالله عليكم جميعا، الا ترون ان منظومة العلاقة بين الرجال و النساء في هذه المجتمعات و التي تعلن في كل تفاصيلها تأثرها بمذهب فكري و تفسير ديني معين ، تعكس مبادئ تلك المجتمعات و تصير مرآة لتلك الافكار

    By Blogger ايمان, at 4:03 AM  

  • رد ايمان منطقى ومحترم ـ عاوز اضيف ان المجتمع السعودى يفصل تماما بين الجنسين وهذا جعل العريس الذى لايعلم شئ عن عروستة ينفذ نصيحة والدتة التى من وجهة نظره لاتخطئ ويعتبر هذا شئ طبيعى بيحصل مع كل المتجوزين ومعرفش ومحدش علمه ان اساس الزواج مودة ورحمة ـ وحكاية ادبح لها القطة فى ليلة عرسها معروفة عندنا فى مصر ـ احنا ناس بنربى البنات بنظرية انا اسميها نظربة تحت الحزام وممكن تقراـ لو عايز ـ ما كتبت فى مدونتى وشكرا

    http://ramo46.blogspot.com/2006/03/blog-post_31.html

    By Blogger Gid-Do - جدو, at 12:51 AM  

  • طب لو الراجل ضعيف كده و حبته قليله و مراته مسكته ضربته يوم الدخله .. يبقي ايه الوضع ؟؟ و لا يبقي يعمل حسابه و يخبي مطوه و موس ؟؟
    يضربها علشان تسمع كلامه !! و التفاهم و الموده و الحب و الكلام ده كله فين ؟؟
    و مين قال ان كلام الراجل دايما هو الصح ؟؟ مش يمكن ساعات يبقي كلامها هي الصح ؟؟ و يبقي احسن هو اللي يسمع كلامها ؟؟ هو ايه التفكير ده !!! مش فاهم يعني ايه تسمع كلامه بالضرب :) طب لو في يوم جاله مرض و بقي ضعيف مش قادر يضربها تبقي تسمع كلامه و لا لأ ؟؟
    الكلام ده لو بجد يبقي في خلل فظيع فالعقليه بتاعه الراجل ده هو و اللي قال له يعمل كده
    انتوك

    By Blogger karakib, at 9:18 AM  

  • ايمان
    اهديك هذا النك لاسامة انور عكاشة فى الوفد بتاريخ 28 مايو

    http://www.alwafd.org/front/detail.php?id=6598&cat=articles&PHPSESSID=3b3309812c53b14077b1125b7799a007

    By Blogger Gid-Do - جدو, at 3:53 AM  

  • والله المشكله الكبيرة ان الناس بتستمد ثقافتها من الصخف القوميه ودي مشكله
    يعني ناس كتير بتنسب اي عمليه ارهابيه للفكر الوهابي مع ان الناس دي متعرفش اصلا الفكر منسوب لممين
    وميعرفوش الراجل ده مين
    وميعرفوش حاجه عنه
    ويمكن ميكنوش قروا حاجه ليه
    طيب على اي اساس ننتقد الفكر الوهابي لمجرد ان الصحف القوميه واليساريه قالت على الفكر الوهابي فكر ارهابي يبقى خلاص ناخده من السملمات
    ياريت قبل ما تنتقدي الفكر الوهايب تعرفي هو منسوب لمين وتقري حاجه ليه عشان متظلميش مؤسس الفكر ده

    By Blogger عبدالله مفتاح, at 8:38 PM  

  • يا استاذ عبد الفتاح اعرف ان الشيخ محمد عبد الوهاب، و هو بالطبع لا يتمتع بأية صلة مع الموسيقار المصري، هو مؤسس الفكر و انها كانت حركة اصلاحيةفي البداية تهدف لنبذ الخرافة و ما التصق بالاسلام من شوائب كما هو معروف ايضا من ارتباط هذا التأسيس الديني و تأسيس الحكم للعائلة السعودية و تحالفهماو من ثم اسس لفكر في اصله اصلاحي، أيا كانت الاختلافات معه، و لكن ما يحدث اليوم من افكار و تشدد و نظريات عجيبة تلتصق بهذا الفكر
    و ما خرج من عبائته من فتاوي و نظرة اجتماعية و ثقافية معينة يحاول مروجوها ان يفرضوها علي الجميع باعتبار ان هذا هو الاسلام و ما عداه باطل، و هذا هو ما يشار اليه بالعموم عند ذكر الفكر الوهابي و مجتمعه

    By Blogger ايمان, at 6:52 AM  

  • بعد التحيه و الأحترام للفاضله ايمان .. كل التقدير لجدو .. و فادى .. جدو الذى نبهنى أنى لست أكبر المدونين سنا و ربنا يديله الصحه و طولة العمر .. و فادى الذى انتبه ألى أن الفكر الوهابى و أن لم يذكر بالتحديد كسر جمجمة العروس ليلة فرحها ألا انه وضع الأساس الأجتماعى و الثقافى الممكن فيه أنتشار مثل هذه النظره .. و أرجو مراجعة العربيه على النت - و أن كنت لا أحترمها كثيرا - لقرائة خبر عن رفض شيخ مسجد امستردام مصافحة ملكة هولندا .. بحجة تحريم مصافحة النساء .. ببساطه هذا الشيخ لا يستطيع أن يرى فى نفسه أو فى ملكة هولندا سوى جهازين تناسليين فقط ,,و لم يتمكن بتفكيره رؤية أى أنسانيه فى نفسه ولا فى ملكة هولندا .. ماسيصدمكم جميعا لو قرأتم الخبر هو تعليقات القرا القادمه من السعوديه ..رجالا أو نساء .. الوهابيه قتلت أنسانيتهم تماما .. و حولتهم ألى مخلوقات تتناسل أو على رأيهم( تتناكح ) و تستخدم فائض أموال الزيت فى الاستهلاك و التسوق .. الوهابيه فى رأيى هى ثانى أكبر مؤامره على الحضاره الأسلاميه بعد حادثة الفتنه الكبرى التى قتل فيها الأمام على ..الوهابيه هى التمهيد الرئيسى لأنهيار أنسانية العرب و المسلمين .. اتفق مع صاحبة المدونه .. و مع فادى الذى استوعب فكرتها .. و طبعا مع جدو .. ربنا يخليه لنا

    By Blogger lastknight, at 10:30 PM  

  • ألى العزيز سام .. الآيه الكريمه جعلت الضرب هو آخر الحلول المتاحه بعد العظه / النصيحه .. ثم الهجر فى المضاجع/ الخصام .. و أخيرا الضرب و هو المرحله التى لو نجحت فى رد المرأه عن النشوز فهى تدرأ عنها الطلاق .. و قد حدد الرسول الكرم معنى الضرب بأنه الضرب الذى لا ييهن فلا يضرب الوجه أبدا .. و لا يصاحب الضرب أى نوع من السباب أو الأهانه كالضرب بعصا أو أداه أيا كانت .. و طبعا للرجل تقدير أن كان الضرب سيمنع المرأه من النشوز أم لا .. و ساعتها فعليه بأبغض الحلال و هو الطلاق .. أى التسريح بالمعروف حقا على المتقين

    المسأله ليست فى الضرب كعمليه .. و لا مشكله أطلاقا مع نصوص القرآن الكريم . و هو النص الوحيد الذى أمرنا معه بالتدبر .. أى الفهم العميق .. بمعنى افتراض صحته المطلقه و فى حالة عدم قدرتنا على فهمه بالتدبر .. نرجح قصور الفهم فينا و ليس قصور الآيات الكريمه .. اما النصوص الأخرى من قصص و روايات وصلتنا بالعنعنه و النقل .. فكلها محل مراجعه و قياس و حتى تصحيح أذا لزم الأمر .. و هى العمليه التى طالما طالب بها أهل الرشد و الحكمه من أئمة المسلمين .. و يرفضها تماما الوهابيون .. بل يجنحوا لتقديس نصوص الحديث و قصص السلف تقريبا كتقديسهم لكتاب الله .. و يرفضوا أى نوع من أعمال العقل فى السنن المنقوله .. بل يتطور الأمر مع السلفيين للحكم على من يطالب بمراجعة السنه و القصص بالكفر البين و الخروج عن المله ..
    و أذكر مره فى محافظة كفر الشيخ أثناء أنتخابات فى فترة الثمانينيات .. و كنت أشارك فى الدعايه لجدى رحمه ألله .. أذكر أن سألنى أحد السلفيين العائد لتوه من السعوديه وقتها .. سألنى لماذا أنت و أبناء اعمامك حليقوا الذقون ؟ الستم مسلمين .. فما كان منى ألا أن أجبته .. بأنى من فرط تمسكى بالأسلام قررت حلاقة ذقنى لأخالف اليهود و النصارى .. فالقسس و الحاخامات أيضا ملتحون .. هاهاهاهاه .. فبهت الغبى .. و انصرف ألى اول جهاز تليفون ليحدث قياداته بما قلته أمام الناس يستفتيهم فى أمرى .. هل أنا كافر أم مجنون .. ام ماذا .. ؟ و بعد نجو عام .. صادفت ذات الشخص فى مناسبه فقال لى أن شيخهم يرى أنى صالح ضللت الطريق و يجب استتابتى .. تخيل مساحة الظلام فى هذه المجموعه ؟ رغم كل الأحداث الجسام و المشاكل المرعبه التى يمر بها المجتمع .. ألا أنهم مازالوا شغلهم الشاغل لحية العبد لله .. و طبعا من المفهوم أن الرجل لم يسألنى عن أى فريضه تذكر .. ولا عن عملى و لا عن معاملاتى أو أخلاقى .. و كان جل اهتمامه .. مظهرى باللحيه أو بدونها ..
    سيدى الفاضل .. أكرر .. الوهابيه هى نوع من التغييب الكامل للعقل .. و اعتماد النقل فقط .. مع الخروج عن سنة سيدنا أبراهيم فى الشك .. باعتبار أن الشك هو أول طريق اليقين - أرجو مراجعة حديث سيدنا أبراهيم المذكور فى القرآن بخصوص أحياء الموتى مع الخالق عز و جل - ,وهو ما أراه مازلت ثانى أكبر مؤامره على الحضاره السلاميه بعد الفتنه الكبرى

    By Blogger lastknight, at 11:29 PM  

  • الفاضله صاحبة المدونه .. حيث أنك صاحبة السبق فى نشر الخبر و فتح باب المناقشه حول واقع المجتمعات الوهابيه و خطورة توجهاتها ..و فى ضؤ خبر جديد تجدونه على الرابط المرفق ..أتمنى استكمال النقاش حول الموضوع .. علما بأنى لم اقم بفتح الحوار فى مدونتى الخاصه حيث لحضراتكم الفضل فى بدئ الحوار الثرى ..و أرجو قبول اعتذاى عن دعوتى لنفسى و الأخوه المتحاورين على مدونتك قبل الأستأذانhttp://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/16/24777.htm
    أتمنى مشاركة الجميع بتعليقاتهم .. و لاحقا سأوافيكم بوقائع تحدث حاليا فى مصر على ذات النسق من التغييب و تحويل المقدسات ألى تعاويذ
    مع مزيد التحيه و الأحترام

    By Blogger lastknight, at 11:20 PM  

  • دا سعودى مش وهابى .. الوهابيه مش تخلف زى البعض مقال
    اللى يقول ان الوهابيه تخلف يبقا جاهل ومش نادم على كلمه زى دى
    جاهل وكداب زفه كمان
    يعرف ايه هو عن الوهابيه .. اللى يعرفه ان الوهابيين هم الناس الوحشين اللى بيربوا لحيتهم ويمشوا يضربوا ف الناس باسم الدين .
    دا الجهل الناشئ عن الثقافه الغربيه او الثقافات العربيه الضاله .. الوهابيه وجه اخر للسلفيه اى كتاب وسنه على فهم سلف الامه .. يعنى ايه ؟؟
    يعنى العمل بمقتضى القرآن و السنه النبويه كما كان فهم الصحابه وبالطبع هم افهم الخلق بالسنه والقرآن بعد النبى لأنه النبى هو اللى علمهم دا شئ بديهى .. ولو غلطوا كان النبى بيعترض عليهم انما طالمال النبى معترضش يبقا بيقر افعالهم ..
    دى الوهابيه يا ساده .. غير كدا مش وهابيه .. هبليه ممكن .. انما الوهابيه هى القرآن والسنه بفهم الصحابه واللى يقول انها غلط يبقا يستحق لقب جاهل .. رحمة الله على الامام محمد ابن عبد الوهاب واسكنه الله فسيح جناته .. امين

    By Blogger FrEe.PhArAoH, at 6:09 PM  

  • الى free pharaoh
    ردك بما احتوى من سباب و تطاول على أى رأى يخالفك لا يستحق سوى التجاهل التام ..لكن أعمالا للصالح العام و مقاومة لسواد السطحيه الوهابيه فى مجتمعنا الذى نسعى به للرقى .. و رفضا لقيام أى طرف أو جماعه بادعاء الحيازه المنفرده للكلمه الألهيه .. اذكر الجميع بأن أحاديث و قصص السلف المزعوم حوت و لنحو عشرة قرون العديد من الأحاديث و الروايات المغلوطه تماما سواء بدافع من الأسرائيليه أو بدافع من شعوبية و عنصرية الناقلين للقصص أو بدافع من الجهل فقط .. و أذكر بمثال بسيط ضمن العديد من الأمثله بموقف الراحل الشيخ بن باز و الذى أنكر كروية الأرض حتى العالم 1974
    و أسقط العالم الأسلامى كله و السعوديه خصوصا فى ديلمة فضيحه علميه و حضاريه و لم يتراجع عن رأيه رغم توسلات جميع شبوخ الأسلام له وقتها ألا بعد قيام الأمير نايف بالتدخل و تهديد بن باز ,, و بالتالى استجاب لرفض ( الحديث ) المذكور من باب أطاعة أولى الأمر فقط ..
    أيضا أذكر برأى الشيخ المحلاوى أمام أحد المساجد فى الأسكندريه عام 1969 و الذى أنكر خبر وصول الأنسان لسطح القمر مدعيا بأن الأمريكان صوروا المسأله فى استديوهاتهم فقط باعتبار أن سلطان النفاذ بين السموات ة الأرض لا يأتى ألا لمسلمين فقط و لا يجوز للكفار ..
    أذكر ايضا بما يحدث حاليا فى المجتمعات الخليجيه كلها و ليست السعوديه فقط من أنكار التزاوج بين الخليجيات و غير الخليجيين تمسكا بعنصريه قريشيه و عربيه و تجاهلا لمبدأ المساواه فى الحقوق و الواجبات بين المسلمين و ذلك استنادا ألى حديث تناقله السبف المزعم بأن الرياده فى قريش مابقيت الأرض ..
    ولا نحتاج لأكثر من مراجهة كتب الوهابيه سواء للعثيمين أو العبيكان لنستطلع رأيهم فى وراثة الحكم .. و ما أوردوه من أحاديث و روايات سلفيه عن ضرورة توريث الحكم و ألا لا تستقيم الأمه
    الوهابيه هى التسطيح و التبسيط المذرى فى أجل صوره .. و ادعاء الحق المنفرد فى الكلمه الألهيه ..و سيادة النقل البدائى على العقل المتحرر ..أكرر مره أخرى .. ردك و ما حواه من سباب يستوجب التجاهل .. لكن بتقييم موقف سريع و مقاومه لسيادة النقل على العقل .. ارسلت ردى أعلاه و طبعا مستعد للمناقشه فى حدود الأحترام فقط

    By Blogger lastknight, at 1:10 PM  

  • الفارس الاخير
    انت حطيت نفس التعليق فمدونتى وانا رديت عليك .. اظن ان كدا كتير
    مشكور على اسلوبك الجميييييييييييل
    اخلاق فرسان فعلا

    وكمان انا مسبتش
    انا قلت
    اللى يقول ان الوهابيه تخلف يبقا جاهل

    وانا لسه عند رأيى اللى يقول كدا يبقا ميعرفش الوهابيه .. طالما ميعرفش بلاش هو يسب ويقول تخلف وبديهى ان اللى ميعرفش ميسبش .
    وعدم المعرفه = الجهل

    اسلوبك رأئع

    طالما انا مستوجبش الرد .. يا ريت متردش .. طبعا كل اللى انت قلته ملوش علاقه بالفكر الوهابى النقى .. ومش محتاج ارد او اوضح الكتب موجوده والنت موجود ..
    دا فكر وهابى تيوانى حضرتك

    يا ريت اسلوبك يكون احسن من كدا ولو فضل على نفس الوتيره صدقنى يبقا غلط جدا انى ارد تانى لأنك ف الحاله دى لا تستوجب الرد

    By Blogger FrEe.PhArAoH, at 9:32 PM  

  • الى free pharaoh
    اتجاهل عمدا أسلوبك .. لكن و للصالح العام فقط أتسائل
    1- ماهى المراجع التى تنصح سيادتكم قرائتها لمعرفة الوهابيه الحقيقيه
    2-ماهو تعليقكم على أنكار كروية كوكب الأرض ( فتاوى بن باز _ملخص _طبعة مكه المكرمه عام 1488ه
    3-ماهو رأى سيادتكم فى خطبة الشيخ المحلاوى ( الوهابى فى مصر ) عن أنكار أمكانية الوصول للقمر .. فتاوى غريبه المصور عام ديسمبر 1973
    عموما أغفر لك تماما تطاولك .. فأنت تقريبا فى سن ابنى .. و متحمس ( لا أدرى لماذا ) لكن عموما راجعت مدونتك و لم أجد ردى الذى قلت أنك نشرته .. المهم .. نصيحه .ز أقرأ .. ثم أقرأ .. ثم أقرأ .. ثم فكر .. و أخيرا تكلم ..
    العقل يا ولدى هو ماجعلنا نتميز كآدميين عن باقى خلق الله .. أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فقط .. لأن آدم ذو عقل .. قد يهتدى و قد يضل .. لكنه مازال مهمته الأولى فى الكون .. أعمال العقل
    مع التحيه

    By Blogger lastknight, at 10:16 PM  

  • الفارس الاخير
    .. وعفا الله عما سلف .. احتراما لشخصك وسنك اقول لك عذرا عن اى اسلوب لم يعجبك ولكن هذا كان ناشئ عن ردودك .
    فى ردى على موضوع الوهابيه .. سأكتب لك اجزاء ليس لى دخل فيها .. لك ان تعتبرنى عباره عن مرشح لمقاطع قد تعرفك على الشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. كل رجائى هو القرائة بعناية حتى لو طال بعض الشئ .


    تصحيح مفاهيم خاطئة عن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مصادر غير عربية






    إن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( 1115هـ - 1206هـ الموافق 1730م- 1793م ) بالجزيرة العربية كتب لها البقاء والقبول فكانت نواة لحكومة رشيدة آلت على نفسها تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها والاستنارة بالكتاب والسنة في سائر تصرفاتها فحالفها النصر والتأييد من الله تعالى فبقيت هذه الحكومة صامدة منذ بداية تأسيسها منذ قرنين من الزمان في وجه التيارات المعادية على الصعيدين المذهبي والسياسي ، كما أن دعوة الشيخ تعدت حدود الجزيرة فأثمرت ثمارها في عدد من البلدان على أيادي دعاة مرشدين وشيوخ مخلصين اقتبسوا من أنوارها واهتدوا بهديها فكانت حركة مباركة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وكأي حركة اصلاحية لم تسلم حركة الشيخ من سهام رميت بها في شخص صاحب هذه الحركة وعقيدته وكتاباته بداية من تلقيبها بلقب الوهابية التي تناقلتها الألسن وسارت بها الركبان حتى أصبحت علما تعرف بها وإن كانت غير مقبولة لدى مؤسسها وأصحابها ، ونهاية بالطعن في الدولة نفسها بمطاعن تنم عن حقد الحاقدين ومقالة سوء للشامتين .

    وقد كثرت هذه الكتابات لدى زمرة من عشاق البدعة والخرافات فتصدى لها أهل العلم من جميع ديار المسلمين فردوا على كل فرية بحجج بالغة وأدلة دامغة حتى صارت شبه المعاندين هباء منثورا .

    وبما أن معظم هذه الكتابات - معادية كانت أو موافقة - وردت باللغة العربية لم يكن هناك داع لإيرادها في هذا البحث فلذلك حرص كاتب هذه السطور على الإطلاع على بعض ما كتب باللغة الإنجليزية أو الأردية واختار منها ما كان مناسبا لإيراده في هذا المقال مع تفنيد جميع الشبه التي وردت فيها وذلك في ضوء ما ألفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - نفسه أو المدافعون عن حوزته من مشايخ المملكة أو غيرهم من أصحاب الفضل والعلم في سائر بلاد المسلمين .

    وليس بالإمكان في هذه العجالة استقصاء لجميع جوانب هذا الموضوع فأرجو من القراء أن يقبلوا عذري إذا وجدوا في هذا الجهد خللا غير مقصود ، ويدعو لي بالتوفيق والسداد إذا عادوا بعد قراءته بشيء من الفائدة والله هو الهادي إلى طريق الرشاد .

    أولا : ما ورد في موسوعة الأديان والأخلاق - هذه الموسوعة التي تعد من أوسع الموسوعات وأقدمها في الأديان والمذاهب باللغة الإنجليزية ، ذكر تحت عنوان الوهابية : أن خلافهم ينحصر في عشرة أشياء مع أهل السنة والجماعة وصاحب المقال هو المستشرق المعروف ( مارجوليث ) فقال :

    1- أنهم يثبتون لله صفات بدنية مثل الوجه واليدين إلى غير ذلك من الصفات .

    2- ليس للعقل اعتبار في المسائل الدينية التي يجب أن تحل في ضوء الأحاديث .

    3- إنهم لا يأخذون بالإجماع .

    4- إنهم ينكرون القياس .

    5- إنهم يعتقدون أن أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا بحجة ، والذين يتبعونهم غير مسلمين .

    6- أنهم يرون كل من لم يدخل في حزبهم كافرا .

    7- إنهم يعتقدون أنه لا يجوز الاستشفاع بالنبي ولا بالولي .

    8- زيارة الأضرحة والمشاهد لديهم حرام .

    9- الحلف بغير الله حرام .

    10- النذر لغير الله وكذلك الذبح للأولياء عند الأضرحة حرام .

    وقال إنه يشك في صدق نسبة المقولة الخامسة إليهم لأن الوهابية هم أتباع الإمام أحمد بن حنبل أحد الأئمة الأربعة . وقال في آخر مقاله أن السيد أحمد بن عرفان الشهيد ( 1831م ) جاء بفكرة الوهابية عنما حج عام 1824م فأخذها من مكة الكرمة . ( موسوعة الاديان والأخلاق James Encyclopaedia of Religion & Ethics .- Ed.By Hasting ( Edinburgh ) - 12 : 660-661 )

    إن ( مارجوليث ) صاحب هذا المقال يحتل منزلة عالية بين المستشرقين والعجب كل العجب في انه أورد كلام المعادين في حق الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أو الوهابية بصفة عامة ولم يجد كذبا إلا في المقالة الخامسة ؟!

    ولنأخذ هذه الشبهات واحدا بعد الآخر بتعقيب يسير :

    1- اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في صفات الله تعالى مثل اعتقاد السلف تماما ، فإنهم يثبتون لله تعالى جميع ما وصف به نفسه سواء كانت صفات ذاتية مثل الوجه أو اليد او العين أو صفات فعلية مثل الرضا والغضب والنزول والاستواء بدون تكييف أو تعطيل أو تشبيه ، وعمدتهم في هذا الباب قوله تعالى : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ( الشورى : 11) ، وقولهم في الصفات مثل قولهم في ذات الله تعالى الذي لا يشبه ذوات المخلوقين .

    2- أما قولهم إن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لا يقيمون للعقل وزنا فهذا غير صحيح وإنما يقولون إن العقل تابع للوحي مثل عمل البصر تماما ، فإن العين لا تعمل عملها إلا إذا اجتمع معها نور من الخارج سواء كان نور الشمس أو القمر او النجوم أو النور المستحدث ، وهكذا العقل فإنه يستنير بالوحي الإلهي فيعتمد عليه ، أما إذا افتقد الوحي فإنما يتخبط في الظلام ولذلك يختلف عقل المفكر عن عقل الفلسفي ، وعقل المؤرخ من المحاسب .

    3- أما نسبة رد الإجماع إليهم فغير صحيح ، فإن الإمام أحمد يعتبر إجماع الصحابة هو الإجماع الحقيقي ، لأن عصرهم معروف بدءا وانتهاء ، قد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا هدي الرسول بدون وساطة .

    والإجماع كما ذكر الإمام محمد أبو زهرة : نوعان إجماع على أصول الفرائض وهذا النوع من الإجماع مسلم به عند الجميع .

    والنوع الثاني : الإجماع على أحكام دون ذلك .. كإجماعهم على قتال المرتدين ونحو ذلك وهذا النوع من الإجماع قد اختلفت الرواية عن أحمد ، فمن العلماء من نقل عنه أنه قال : " من ادعى وجود الإجماع فهو كاذب " .

    وقال ابن القيم - رحمه الله - : قد كذب من ادعى الإجماع ولم يسغ تقديمه على الحديث الثابت ، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : " ما يدعي فيه الرجل الاجماع فهو كاذب ، لعل الناس اختلفوا ، ما يدريه ولم ينتبه إليه ، فليقل لا نعلم مخالفا " ، وننتهي من هذا إلى أن الإمام أحمد لا ينكر أصل الإجماع ولكنه ينفي العلم بوقوعه بعد عصر الصحابة . ( تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبي زهرة ص 532 ) .

    4- أما قوله بأنهم ينكرون القياس فغير صحيح أيضا فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يرى رأي الحنابلة في باب القياس .

    قال أبو زهرة : " وأحمد قد روي عنه أنه قال إن القياس لا يستغنى عنه وأن الصحابة قد أخذوا به وإذا كان أحمد قد قرر مبدأ الأخذ به فالحنابلة من بعده قد عنوا وأكثروا من الأخذ به عندما كانت تجد لهم حوادث لا يجدون في المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حكما فيها " ( تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبي زهرة ص 532)

    5- أما قوله إن اتباع المذاهب المتبوعة ليس بحجة والذين يتبعونهم صاروا غير مسلمين .

    6- وكذلك قوله بأن من لم يدخل معهم صار كافرا ، فكذب صراح أيضا . يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في رسالة كتبها عند دخوله مع الأمير سعود بن عبد العزيز حين استيلائه على مكة في يوم السبت الثامن من شهر محرم عام 1218هـ : " أن مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة وطريقتنا طريقة السلف ونحن في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ولا ننكر من قلد أحدا من الأئمة الأربعة دون غيرهم لعدم ضبط مذاهب الغير " .

    ثم قال : " وما يكذب علينا سترا للحق وتلبيسا على الخلق حيث يوهم الناس بأنا نضع من رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن ليس له شفاعة وزيارته غير مندوبة وأنا لا نعتمد على أقوال العلماء وأنا نكفر الناس على الإطلاق وأنا ننهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا لا نرى حق أهل البيت ، فجوابنا على كل مسألة من ذلك " سبحانك هذا بهتان عظيم " فمن روى عنا شيئا من ذلك أو نسبه إلينا فقد كذب علينا وافترى . ( علماء نجد خلال ستة قرون لعبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام 1/51 )

    7- أما قوله إنهم يعتقدون أنه لا يجوز الاستشفاع بالنبي ولا بالولي فإن صاحب المقال لم يدرك الفرق بين الشفاعة التي نفاها الشيخ وهي التي وجد فيها الشرك وبين التي أجازها وهي التي لا تتم إلا عن إذن له من الله بالشفاعة يوم القيامة ، حيث لا يشفع إلا لمن ارتضاه أيضا . ( كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، باب الشفاعة )

    أما إذا أراد الناقد أن الشيخ منع التوسل بالأنبياء والأولياء فإنه كثير من الناس لم يدركوا رأي الإمام أحمد بن حنبل في هذا الموضوع فنسبوا إليه وإلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أشياء لم يقلها .

    قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - : " ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ونهى عنه آخرون ، فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين ، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع ، وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول " ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام 1/264 )

    8- أما زيارة الأضرحة والمشاهد فنشير إليها عند الكلام حول كتابات " غولدزيهر" الآتية .

    9- أما قولهم بان الحلف بغير الله حرام فإن الشيخ يعتقد ذلك حيث ثبت في الحديث الصحيح من رواية عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " ( رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم ) وقال ابن مسعود : " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " ( كتاب التوحيد باب قول الله تعالى " فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ")

    10- وهكذا ما نسبوه إلى الشيخ من حرمة النذر لغير الله والذبح للأولياء عند الأضرحة فلا شك أن هذا هو دين الله الذي يدين به كل مسلم يؤمن بالله ورسوله . وقد عقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في كتابه العظيم ( كتاب التوحيد ) بابا بعنوان : ( لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله ) وبابا بعده بعنوان : ( من الشرك النذر لغير الله ) ، وأورد فيهما الأدلة من الكتاب والسنة على بطلان الأمرين .

    ظهر هذا الكتاب بمجلدين باللغة الألمانية عام 1889/1890م ثم نقل إلى اللغة العربية عام 1967م . وقد خصص المؤلف فصلا كاملا يضم 96 صفحة بعنوان : " تقديس الأولياء في الإسلام " وتحدث فيه بإسهاب عن غلو المسلمين في نسبتهم الكرامات إلى الأولياء أحياء كانوا أو أمواتا ، كما ذكر أمثلة من الكتب الإسلامية ومن عمل العامة في تقديس الأضرحة والمشاهد ، وأراد بذلك الإثبات على أنه لم يكن هناك فرق بين المسلمين والنصارى في أمر تقديس الأولياء كما أورد الآيات والاحاديث التي تنكر هذا العمل وتندد به .

    قال المؤلف : بعد كل هذا وذاك ليست هناك حاجة لمزيد من الإيضاح بأنه لا يوجد هناك مجال في دين الإسلام الحقيقي لتقديس الأولياء لأن هذا شيء استحدث فيما بعد ، إن القرآن ينكر تقديس الأولياء وتعظيمهم إلى درجة إقرار الأحبار والرهبان أربابا من دون الله .

    ثم نقل قول " كارل هيز " عن فرقة الأولياء بصورة عامة أنه محاولة لسد حاجة الشرك داخل دين التوحيد وذلك لأجل ملء ذلك الفراغ الهائل الذي وجد بين الناس وبين إلههم " ( غولدزيهر ignaz Golozihar : Muslim Studies P.259 )

    وبعد أن ذكر المؤلف عشرات الأمثلة على تقديس العامة للأولياء وزيارتهم للأضرحة والمشاهد لسد حاجاتهم ، أورد عدة أمثلة لأشخاص كانوا ينكرون أي مظهر من مظاهر الشرك في تصرفات المسلمين ثم ذكر عن الموقف الصارم الذي قام به ابن تيمية في مسألة التوسل وشد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة .

    ثم قال : " وهذا كله يدل على أن هناك سوابق للوهابية في هذه المسألة وأن ما ظهر عندهم من مظاهر علنية إنما كان صدى لمعتقدات المسلمين القدامى ، ومن هذه الناحية قد يكون من المفيد - لأجل كتابة تاريخ الإسلام الديني والثقافي - جمع كل ما ورد من الوقائع ، قبل ظهور الوهابية ، بحيث تعتبر ردة فعل توحيدي ضد مظاهر الوثنية التي وردت من قبل الجاهلية أو من قبل الخارج ثم الربط بينها وبين المجتمعات التي ظهرت فيها " .

    ثم ذكر حادثا قبل ظهور الوهابية عام 1711م بمسجد المؤيد بالقاهرة حيث قام شاب في ليلة من ليالي رمضان وشدد النكير على من يقدس الأولياء ونادى بهدم المشاهد المقامة على قبور الأولياء وبالقضاء على تقاليب " المولوية " و " البخسية " كما نصح الدراويش أن يتعلموا بدل أن يرقصوا ، وقد قام هذا الشاب بهذا الخطاب عدة ليال ثم اختفى ، وقال كاتب هذه الرواية وهو حسن الحجازي الشاعر ( ف 1131م ) : أن الواعظ فر وقيل قتل . ( غولدزيهر ignaz Golozihar : Muslim Studies P.334-335 )

    والمقصود من إيراد هذا الكلام هو أن المستشرق الألماني المذكور كفانا مئونة الرد على ما رميت به الوهابية من هدم القباب أو منع زيارة القبور لأجل دعاء الاموات فإن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا يجيز هذا و لا ذاك .


    المصدر : مجلة الدعوة العدد 1754 ص 60-61


    وايضا

    حقيقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب



    الشيخ محمد صالح المنجد


    السؤال :
    لقد سمعت بعض القصص السيئة عن عبد الوهاب وكيف خزى الإسلام . ما رأيك فيه ؟

    الجواب :
    الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله - وإذا أردنا التعريف به فإنا لن نجد من يعرفنا بالرجل مثل تعريفه هو بنفسه ؛ وذلك أن الرجل من الناس إذا تباينت كلمات الناس فيه بالمدح أو القدح فإنه يُنظر إلى كلامه في مؤلفاته وكتبه ، وينظر فيما صح من المنقول عنه ، ثم يُوزن ذلك كله بميزان الكتاب والسنة .

    ومما قاله الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معرِّفا بنفسه :" أُخبركم أني - ولله الحمد - عقيدتي وديني الذي أدين الله به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين ، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة ؛ لكني بينت للناس إخلاص الدين لله ، ونهيتهم عن دعوة الأنبياء والأموات من الصالحين وغيرهم ، وعن إشراكهم في ما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه ملك مقرب و لا نبي مرسل ، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم ، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة .

    وأنا صاحب منصب في قريتي ، مسموع الكلمة ، فأنكر هذا بعض الرؤساء لكونه خالف عادة نشؤوا عليها . وأيضا ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله ، ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر ، وأنواع من المنكرات ،فلم يمكن الرؤساء القدح في هذا وعيبه لكونه مستحسنا عند العوام ، فجعلوا قدحهم وعداوتهم في ما آمر به من التوحيد ، وما نهيتهم عنه من الشرك ، ولبَّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه الناس ، وكبرت الفتنة جدا ..." انتهى المقصود منه من الدرر السنية : 1/64-65 ،79-80 .

    والمنصف إذا اطلع على كتب هذا الرجل علم أنه من الداعين إلى الله على بصيرة ، وأنه قد تحمل الصعوبات والمشاق الكثيرة في سبيل إرجاع الإسلام إلى صورته الصافية النقية ، التي تبدلت كثيرا في عصره . وأنه بسبب مخالفته لأهواء الكبراء والمطاعين ألّب عليه هؤلاء الغوغاء والعامة لتسلم لهم دنياهم ، وتسلم لهم مناصبهم وعوائدهم .

    وأنا أدعوك أخي السائل أن لا تكون إمعة معتمدا على غيرك فيما تسمع وتعتقد ، وإنما كن طالبا للحق مدافعا عنه مهما يكن القائل به ، وأدعوك إلى مجانبة الباطل والخطأ مهما يكن قائله . وعليه فلو أنك اطلعت على كتاب من كتب الشيخ - رحمه الله - وأرشح لك ( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ) لعلمت مقدار علم الشيخ ، ومدى أهمية دعوته ، وحجم المغالطات والافتراءات المختلقة عليه.


    وايضا

    لقد نشرت مجلة 'الدعوة' في عددها 1899 والصادر في 3/7/2003م رسالة الباحثة الأمريكية 'نت' حول السيرة الفكرية للشيخ 'محمد بن عبد الوهاب'، والتي حصلت الباحثة بموجبها على الدكتوراه من جامعة 'جورج تاون'، حيث 'نسفت' رسالتها العلمية الرصينة كل الأباطيل والأكاذيب والافتراءات التي روج لها البعض في كتاباتهم حول الدعوة الوهابية.

    وتقول الباحثة: 'إن كل الذين حاولوا تشويه الدعوة الوهابية كانوا يعتمدون في معلوماتهم عن الوهابية على كتب الرحالة الغربيين، وهؤلاء الرحالة لم يلتقوا بالشيخ أو بأحد من أتباعه. ولم يقرؤوا شيئًا مما كتبه، لذلك ربطوا في كتاباتهم الدعوة الوهابية بحالة العنف التي تمارس اليوم، على رغم أنني وجدت أن فكر الشيخ ضد الإرهاب بكل أشكاله'.

    وأشارت الباحثة إلى كتاب 'ستيفن شوارتز' عن الوهابية، كنموذج لحالة العداء الغربي للإسلام، والذي أصبح المؤلف بموجبه مدللاً من قبل وسائل الإعلام الغربية.

    وتضيف الباحثة قائلة: 'لقد أدركت أن معظم الناس قد أساءوا فهم رسالة الشيخ، وبالأخص كتاب التوحيد على أساس أنه بيان حرب. لقد كان هذا الكتاب بحثًا مستفيضًا في مضامين التوحيد وعملاً علميًا رصينًا وليس دعوة إلى الحرب. إنه رسالة تناقش مسئوليات جميع المؤمنين. إن رسالته في الجهاد لم يقصد منها إلا وضع القيود على العنف والتدمير. لقد أكد على حرمة الحياة الإنسانية ودعا إلى المحافظة على حياة البشر، وقد اتجهت تعاليمه نحو تعليم المؤمنين العقائد الصحيحة عن طريق الدراسة المباشرة للقرآن والسنة. وكان اهتمامه كبيرًا بقضايا العدالة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، وقد أنصف النساء، وركز على حماية حقوقهن وعلى ضرورة التوازن في الحقوق والواجبات بينهن وبين الرجال.. إن ما كتبه عن النساء يقدم سابقة تاريخية حضارية قوية وينسف ما يحدث من ممارسات اجتماعية سيئة ضد المرأة في العالم اليوم'.

    وايضا


    محمد بن عبد الوهاب على خطى الأئمة الأربعة






    ( الاعتقاد عند أئمة الإسلام )

    مهما يكن من أهمية للمقارنة التاريخية ، فإن الحقيقة العظمى الفاصلة تتمثل في المنهج والمضمون ، بل في العبارة ، كذلك..

    والسؤال الأكبر ـ ها هنا ـ هو : هل كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية الى طائفة جديدة , أو طريقة مبتدعة ، أو نزعة خارجية .. أو كان ( معبراً ) عن منهج الائمة الاربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل في أصول الاعتقاد ؟

    لندع الحقائق العلمية والمنهجية ـ وحدها ـ تتحدث ، ولندع منهج المقارنة يطبق صرامته على عقيدة الشيخ مَقيسةٌ بعقيدة الأئمة الأربعة :

    أولا: عقيدة الإمام أبي حنيفة التي حررها أبو جعفر الطحاوي (نسبة إلى بلدة طحا المصرية) وابتدأها بقوله :

    «هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان، وأبي يوسف يعقوب بن ابراهيم الانصاري ، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم اجمعين وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين

    نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله ، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبديا، لا رادَّ لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، ولا غالب لأمره , وأن محمدا رسول الله عبده المصطفى ونبيه المجتبى وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء , وأن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا ، وأنزله على رسوله وحيا , ليس بمخلوق ككلام البرية , وأن العرش والكرسي حق ، وهو مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شيء وفوقه ..... ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ، ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ، ولا نقنطهم , وأهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون وإن لم يكونوا تائبين , ولا نرى السيف على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم - ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحدٍ منهم ، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم ، ونؤمن بما جاء من كرامات الأولياء ، ونرى الجماعة حقا وصوابا ، والفرقة زيفا وعذابا »

    .. يقول ابن تيمية: « وكذلك أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد الصحابة والتابعين لهم بإحسان ».

    ثانيا: عقيدة الإمام مالك.

    وقد جلاّها بن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة الرسالة ، فقال :

    « هذه جمل من أصول الفقه وفنونه على مذهب الإمام مالك بن أنس وطريقته رحمه الله : الإيمان بالقلب والنطق باللسان: إن الله واحد لا إله غيره ، ولا شبيه ، ولا شريك ، على العرش استوى وله الأسماء الحسنى والصفات العلى , لم يزل بجميع أسمائه وصفاته , وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , وأن الله ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته ، ومن عاقبه بناره أخرجه منها بإيمانه فأدخله جنته ، ويخرج من النار بشفاعة النبي من شفع له من أهل الكبائر من أمته , وأن الإيمان قول باللسان ، وإخلاص بالقلب ، وعمل بالجوارح , يزيد بزيادة الأعمال ، وينقص بنقصها , وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة , وأنه لا يذكر أحد من صحابة رسول الله إلا بأحسن الذكر، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب ».

    ثالثا: عقيدة الإمام الشافعي وهي :

    توحيد الله بأسمائه وصفاته ، وأنه يجب إثبات الأسماء والصفات على

    الوجه اللائق بهِ سبحانه ، من غير تشبيه ولا تأويل ويقول في ذلك « لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها ، وقد نفى عن نفسه الشبيه فقال جل ذكره « ليس
    كمثله شيء » والقول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما :

    الإقرار بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الله عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء وينزل من السماء كيف يشاء ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأن القرآن كلام الله

    غير مخلوق ، وأنه لا خلود في النار للمؤمنين العصاة وإن ارتكبوا الكبائر , فمرتكب الكبيرة من أمة النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا مات مصراً عليها فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه إلا أنه لا يخلد في النار، وأن الله تعالى قد أثنى على أصحاب رسول الله في القرآن والتوراة والانجيل ( إشارة الى الآية 29 من سورة محمد) وسبق لهم الفضل على لسان رسوله ما ليس لأحد من بعدهم فرحمهم وهنّأهم بما آتاهم من ذلك أعلى مراتب الصديقين والشهداء والصالحين ».

    رابعاً : عقيدة الإمام أحمد بن حنبل وهي :

    أن الله فوق سماواته ، مستوٍ على عرشه ، بائنٌ عن خلقه ، وهو وحده
    لا شريك له ولا شبيه في خلقه وتدبيره وأسمائه وصفاته ، قيوم السموات والأرض لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وأنه ابتعث محمدا خاتما للنبيين ورسولا إلى الثقلين بدين الإسلام ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، فإن كلام الله منه بدا وليس منه شيء مخلوق ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , ومن لقي الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مصر عليه ، فان الله عز وجل يتوب عليه ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ، والإيمان بشفاعة النبي – صلى الله عليه وسلم - وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا , ومن مات من أهل القبلة موحدا يُصلى عليه ، ويستغفر له ، ولا نترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا , وصحابة رسول الله عدول نشهد بعَدَالَتِهِم كما جاءت بذلك الآثار».


    محمد بن عبد الوهاب في خطى الأئمة الأربعة :

    إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يبتدع شيئا جديدا في أصول الاعتقاد، بل مشى في خطى الأئمة الأربعة ، واستقى علمه ومنهجه وعبادته منهم ، وهو ـ في ذلك ـ لم يفعل سوى ( إعادة تحرير ) عقيدة هؤلاء الأئمة العظام التي آمنوا بها وجهروا بها.

    والبرهان على ذلك هو: عقيدة الشيخ التي آمن بها ودعا إليها وكافح في سبيلها..

    يقول : « أُشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأُشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره , ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله ( ليس كمثله شيء ) فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ، ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا أُلحد في أسمائه وآياته , وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود , وأُؤمن بأن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته , وإذا بانت لنا سنة صحيحة من رسول الله عملنا بها ، ولا نقدم عليها قول أحد كائنا من كان ، بل نتلقاها بالقبول والتسليم لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدورنا أجل وأعظم من أن نقدم عليه قول أحد , فهذا الذي نعتقده وندين الله به.

    وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , وأتولى أصحاب رسول الله , وأذكر محاسنهم ، وأعتقد فضلهم ، وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء ، وأقر بكرامات الأولياء .

    إن عقيدتي وديني الذي أدين الله به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل : الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة.

    هذه عقيدة موجزة حررتها لتطلعوا على ماعندي والله على ما أقول شهيد ».

    إنه ( تطابق) بين عقيدة الائمة الأربعة وبين عقيدة الشيخ : تطابق في المنهج والمضمون، بل تطابق في ( العبارة ) .

    في ضوء هذه العقيدة المجلوّة: فإن قذف الشيخ بلقب ( الوهابية) يمكن أن يتعداه إلى الائمة الأربعة فيوصف أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بأنهم (وهابيون)! من حيث أن عقيدتهم هي نفسها عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

    وبالتصعيد يمكن أن يوصف التابعون فالصحابة بأنهم وهابيون من حيث إن عقيدة الائمة الاربعة هي عقيدة الصحابة والتابعين.. وهذا ظلم بواح ، ليس لمحمد بن عبد الوهاب ، ولمن هو أكبر منه من الائمة العظام ، بل هو ـ كذلك ـ: ظلم بواح لـ( الحقيقة العلمية ) التي تقوم عليها عقيدة المسلمين أجمعين.

    وتمام المقال : حقائق ثلاث :

    أ ـ الحقيقة الأولى :
    أن الاسماء المعتبرة التي يتعلق بها المدح والذم لا تكون إلا من الأسماء الشرعية التي شرعها الله كالمؤمن والكافر والعالم والجاهل والمقتصد والملحد , وليست ( الوهابية ) في شيء من ذلك ، أي ليست اسما ولا وصفا شرعيا.

    ب ـ الحقيقة الثانية ـ بناء على الأولى :
    إن النَبْذ بالوهابية لا يستند ـ قط ـ إلى حقيقة علمية ، ولا سند تاريخي ، ولا شهادة أمينة ، فهو ـ من ثم ـ محض افتراء ، وهو افتراء لم ينج منه سائر أهل السنة.

    فقد وصفهم خصومهم الاقدمون بـ ( الحشوية ) مثلا.

    ج ـ الحقيقة الثالثة هي:
    إن للنبذ بالوهابية ( هدفا سياسيا ) وهو محاولة عزل الذين تأثروا بدعوة الشيخ عن سائر المسلمين ، وهي محاولة يائسة على كل حال ، إذ كيف يعزل هؤلاء وهم يحملون عقيدة الأئمة الأربعة الذين يتبعهم معظم مسلمي العالم في أصول الاعتقاد ، وفي المرجعية الفقهية ؟

    والله أعلم .


    وايضا عن الشيخ وسيرت

    الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ: إِمَامٌ فِي العَقِيْدَةِ وَالفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ



    أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي


    الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدُ:

    فَقَدِ اشْتُهِرَ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عِنَايَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ بِالعَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ، وَجِهَادُهُ فِي نَشْرِهَا وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهَا.
    وَظَنَّ بَعْضُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهُ -رَحِمَهُ اللهُ- لَمْ يَكُنْ ذَا عِنَايَةٍ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْرِفَةِ صَحِيْحِهِ مِنْ سَقِيمِهِ، وَهَذَا لَيْسَ صَحِيْحاً، بَلْ هُوَ إِمَامٌ فِي الْحَدِيْثِ، إِمَامٌ فِي الفِقْهِ، إِمَامٌ فِي التَّفْسِيْرِ.

    وَفِي هَذَا البَحْثِ الْمُخْتَصَرِ أقْتَصِرُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ فِي مُقَدِّمَةِ تَحْقِيقِي لِتَيْسِيْرِ العَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، أَسْأَلُ اللهَ التَّوْفِيقَ وَالسَّدَادَ وَالْهُدَى وَالرَّشَادَ.

    وَقَدْ قَسَّمْتُهُ إِلَى مَبْحَثَيْنِ:

    المَبْحَثُ الأَوَّلُ:
    تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ.

    المَبْحَثُ الثَّانِي:
    بَرَاعَتُهُ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، مَعَ دِرَاسَةٍ مُوْجَزَةٍ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ.



    --------------------------------------------------------------------------------


    الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ
    تَرْجَمَةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ (1)


    اسْمُهُ وَنَسَبُهُ وَمَوْلِدُهُ:
    هُوَ شَيْخُ الإسْلامِ، وَالعَلاَّمَةُ الْهُمَامُ، وَالْمُجَدِّدُ لِمَا انْدَرَسَ مِنْ مَعَالِمِ دِيْنِ الإِسْلامِ، الإمَامُ أبُو الحُسَيْنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بنِ رَاشِدٍ الوُهَيْبِيُّ، التَّمِيْمِيُّ.

    وَنَسَبُهُ مَعْرُوفٌ إلَى قَبِيْلَةِ تَمِيْمٍ الشَّهِيْرَةِ، وَقَدْ رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: «لا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِى تَمِيْمٍ مِنْ ثَلاثٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: ((هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ)) قَالَ: وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا)) قَالَ: وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: ((أَعْتِقِيْهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ))(2).

    وُلِدَ-رَحِمَهُ اللهُ- سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِاْئَةٍ بَعْدَ الأَلْفِ 1115هـ فِي العُيَيْنَةَ وَهِيَ بَلْدَةٌ قَرِيْبَةٌ مِنْ مَدِينَةِ الرِّيَاضِ.

    نَشْأَتُهُ وَطَلَبُهُ لِلْعِلْمِ وذِكْرُ شُيُوخِهِ:
    نَشَأَ فِي حِجْرِ وَالِدِهِ الشَّيْخِ عَبْدِالوَهَّابِ، وَكَانَ فَقِيْهاً، قَاضِياً، فَتَعَلَّمَ مِنْ وَالِدِهِ بَعْضَ العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ.

    حَفِظَ القُرْآنَ الكَرِيْمَ وَلَمَّا يَبْلُغِ العَاشِرَةَ مِنْ عُمُرِهِ، وَقَدَّمَهُ أَبُوهُ للصَّلاةِ بِالنَّاسِ جَمَاعَةً وَهُوَ فِي الثَّانِيَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمُرِهِ، وَتَزَوَّجَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَكَانَ مثابراً عَلَى طَلَبِ العِلْمِ، فَدَرَسَ عَلَى وَالِدِهِ فِي الفِقْهِ الْحَنْبَلِيِّ وَفِي التَّفْسِيْرِ وَالْحَدِيْثِ وَالعَقِيْدَةِ.

    وَكَانَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- شَغُوفاً بِكُتُبِ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ والإمَامِ ابنِ القَيِّمِ -رَحِمَهُمَا اللهُ- ثُمَّ حَمَلَهُ الشَّوْقُ إلَى حَجِّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ لأَدَاءِ فَرِيضَةِ الحجِّ، والنَّهْلِ مِنْ عُلُومِ عُلَمَاءِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ، فَذَهَبَ فِي بِدَايَةِ رِحْلَتِهِ إلَى مَكَّةَ وَحَجَّ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامَ وَالْتَقَى بِعُلَمَاءِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَكَانَ مِمَّنْ لَقِيَهُمْ الشَّيْخُ عَبْدُاللهِ بنُ إِبْرَاهِيْم آلُ سَيْفٍ، وَالشَّيْخُ الْمُحَدِّثُ مُحَمَّدُ حَيَاة السِّنْدِيُّ، وَالْتَقَى بِغَيْرِهِمَا فِي الْحَرَمَيْنِ ثُمَّ رَجَعَ إلَى بَلَدِهِ ثُمَّ شَدَّ الرِّحَالَ لِطَلَبِ العِلْمِ فَرَحَلَ إلَى العِرَاقِ، وَكَانَ غَالِبُ اسْتِفَادَتِهِ فِي البَصْرَةِ حَيْثُ نَزَلَ عِنْدَ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْمَجْمُوعِيِّ، وَذَكَرَ حَفِيْدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ أَنَّ جَدَّهُ ألَّفَ كِتَابَ التَّوْحِيْدِ فِي البَصْرَةِ؛ جَمَعَهُ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيْثِ الَّتِي فِي مَدَارِسِ البَصْرَةِ(3).

    ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَرَادَ التَّوَجُّهَ إلَى الشَّامِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِكْمَالَ رِحْلَتِهِ، فَرَجَعَ إلَى نَجْدٍ، وَفِي طِرِيقِ عَوْدَتِهِ إلَى نَجْدٍ مَرَّ بِالأَحْسَاءِ فَنَهَلَ مِنْ عُلُومِ عُلَمَائِهَا، ثُمَّ رَجَعَ إلَى نَجْدٍ.

    دَعْوَتُهُ وَجِهَادُهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ:
    لَمَّا رَجَعَ مِنْ رِحْلَتِهِ فِي طلب العِلْمِ، وَانْتَقَلَ وَالِدُهُ وَأُسْرَتُهُ إلَى حُرَيْمِلاءَ وَهِيَ بَلْدَةٌ قَرِيْبَةٌ مِنْ مَدِيْنَةِ الرِّيَاضِ دُوْنَ الْمِاْئَةِ كِيْلٍ؛ أَخَذَ يَنْشُرُ عِلْمَهُ وَيُعَلِّمُ النَّاسَ مَا وَفَّقَهُ اللهُ إِلَيْهِ مِنْ عُلُومٍ أَخَذَهَا فِي الْحَرَمَيْنِ وَالعِرَاقِ وَالأَحْسَاءِ.

    وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ- ذَكِيًّا، فَطِناً، مُثَابِراً فِي طَلَبِ العِلْمِ، والدَّعْوَةِ إلَى اللهِ، جَرِيْئاً وَشُجَاعاً فِي قَوْلِ الْحَقِّ وَرَدِّ البَاطِلِ، وَقَدْ اسْتَفَادَ مِنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ تَعَلَّمَ مِنْهُمْ مَحَبَّةَ العَقِيدَةِ وَعِظَمَ شَأْنِهَا، وَكَانَ الْحَاصِلَ عَلَى قَصَبِ السَّبْقِ فِي ذَلِكَ مِنْ شُيُوخِهِ: الشَّيْخُ مُحَمَّد حياة السِّنْدِيُّ وَالشَّيْخُ عَبْدُاللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ آلُ سَيْفٍ حَيْثُ الْتَقَى بِهِمَا فِي الْمَدِيْنَةِ، وَوَجَّهَاهُ نَحْوَ العَقِيْدَةِ السَّلَفِيَّةِ.

    فَكَانَ-رَحِمَهُ اللهُ- يُنْكِرُ البِدَعَ بِشِدَّةٍ، وَقَدْ ظَهَرَتْ جُرْأَتُهُ فِي إِنْكَارِ البِدَعِ لَمَّا دَخَلَ البَصْرَةَ لِطَلَبِ العِلْمِ، فَأَنْكَرَ مَظَاهِرَ الشِّركِ بِالقُبُورِ وَبِالْمَوتَى، وَعِبَادَةَ الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ لأَنَّ البَصْرَةَ يَغْلُبُ عَلَيْهَا الرَّافِضَةُ فِي زَمَنِ الشَّيْخِ إلَى زَمَنِنَا هَذَا، فَأُوذِيَ مِنَ الرَّافِضَةِ وأَشْبَاهِهِمْ مِنْ عَبَدَةِ القُبُور، فَخَرَجَ مِنْهَا حَتَّى كَادَ يَهْلَكُ لَوْلا أَنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَسَّرَ لَهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الزُّبَيْرِ فَحَمَلَهُ وَسَقَاهُ وَأَطْعَمَهُ، ثُمَّ رَحَّلَهُ إلَى حَيْثُ يُرِيْدُ.

    فَالشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللهُ- كَانَ نَاصِحاً للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِيْنَ وَعَامَّتِهِمْ، هَذِهِ البِدَايَةُ مِنْ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فِي شَبَابِهِ لَقِيَتْ قَبُولاً مِنْ كَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ فِي بَادِئِ الأَمْرِ، وَمُعَارَضَةً مِنَ الأَكْثَرِيْنَ حَتَّى تَسَبَّبَتْ لَهُ هَذِهِ الْجُرْأَةُ وَهَذِهِ الشّجَاعَةُ وَهَذَا الْحِرْصُ عَلَى أَهْلِ بَلَدِهِ وَالّتِي انْتَقَلَ إليها وَهِيَ حُرَيْمِلاءُ، فَأُوذِيَ، فَأَمَرَهُ أَبُوهُ أنْ يُخَفِّفَ مِنْ نشَاطِهِ.

    فلَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ -رَحِمَهُ اللهُ- وَاصَلَ الدَّعْوَةَ وَبَدَأَ يُنَاصِحُ النَّاسَ وَيُعَلِّمُهُمْ، وَيُنْكِرُ عَلَى الْمُفْسِدِيْنَ فِي الأَرْضِ مِنَ الفُسَّاقِ وَأَهْلِ البِدَعِ حَتَّى اجْتَمَعَ بَعْضُ الْمُفْسِدِينَ فِي حُرَيْمِلاءَ عَلَى قَتْلِهِ وَتَسَوَّرُوا بَيْتَهُ، فَفَطِنَ لَهُ بَعْضُ النَّاسِ، وَنَهَرُوا هَذَا الْمُتَسَلِّقَ الَّذِي أَرَادَ الفَتكَ بِالشَّيخِ، وَنُصِحَ الشَّيْخُ بِالْخُرُوجِ مِنْ حُرَيْمِلاءَ، فَخَرَجَ مِنْهَا إلَى العُيَيْنَةِ، وَهَذَا كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَمِاْئَةٍ بَعْدَ الأَلْفِ 1155هـ تَقْرِيباً.

    فَالْتَقَى بِأَمِيْرِ العُيَيْنَةِ عُثْمَانَ بنِ مُعَمَّرٍ فَدَعَاهُ لِتَطْبِيقِ الشَّرِيْعَةِ، وَالدَّعْوَةِ إلَى التَّوْحِيْدِ، وَوَعَدَهُ بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِيْنِ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ-عَزَّ وَجَلَّ- ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، فَقَبِلَ ابنُ مُعَمَّرٍ نُصْرَةَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ، فَبَدَأَ الشَّيْخُ بِمُؤَازَرَةٍ مِنِ ابنِ مُعَمَّرٍ بِهَدْمِ الأَشْجَارِ الْمُعَظَّمَةِ عِنْدَهُمْ وَهَدْمِ القِبَابِ وَالقُبُورِ وَإِنْكَارِ الْمُنْكَرَاتِ وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ.

    وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ امْرَأَةً زَنَتْ فَجَاءَتْ وَاعْتَرَفَتْ عِنْدَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ الَّذِي كَانَ بِمَثَابَةِ الْمُشِيْرِ وَالوَزِيْرِ وَالْمُعَلِّمِ وَالْمُفْتِي لابنِ مُعَمِّرٍ فَأقَامَ عَلَيْهَا الْحَدَّ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- بِالغَامِدِيَّةِ، فَلَمَّا انْتَشَرَ هَذَا الْخَبَرُ بَيْنَ أَهْلِ نَجْدٍ وَوَصَلَ هَذَا الأَمْرُ إلَى حَاكِمِ الأَحْسَاءِ سُلَيْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُرَيْعِرٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي خَالِدٍ فَكَتَبَ إلَى ابنِ مُعَمَّرٍ أَميْرِ العُيَيْنَةِ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ، فَبلَّغَ أَمِيْرُ العُيَيْنَةَ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ، وَخَافَ مِنْ حَاكِمِ الأَحْسَاءِ لأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيهِ عَطِيَّةً سَنَوِيَّةً فَخَشِيَ إِنْ عَصَى حَاكِمَ الأَحْسَاءِ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْهُ الْمَالُ، وَخَشِيَ أَنْ يَغْزُوَهُ، وَخَذَلَ الشَّيْخَ، فَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَرْحَلَ وَأَوْعَزَ إِلَى فَارِسِيٍّ يَمْشِي خَلْفَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ أَنْ يَقْتُلَهُ إِذَا خَرَجَ.

    فلَمّا خَرَجَ حَمَى اللهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ هَذَا الفَارِسِيُّ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَوَصَلَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ إلَى الدِّرْعِيَّةِ وَكَانَ الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ أَمِيْرَ الدِّرْعِيَّةِ، فَنَزَلَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عِنْدَ أَحَدِ طُلاَّبِهِ وَهُوَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ سُوَيلِمٍ فَنَزَلَ عِنْدَهُ فَأَكْرَمَهُ وَصَارَ النَّاسُ يَتَوَافَدُونَ عَلَى الشَّيْخِ فِي مَنْزِلِ ابنِ سُوَيلِمٍ.

    وَجَاءَ الأَمِيْرُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ إلَى بَيتِ ابنِ سُوَيلِمٍ وَسَلَّمَ عَلَى الشَّيْخِ وَاسْتَفْهَمَهُ عَنْ دَعْوَتِهِ فَبَيَّنَ لَهُ دَعْوَةَ التَّوْحِيْدِ، وَذَكَّرَهُ بِاللهِ، وَرَجَى أَنْ يَكُونَ إِمَاماً لِلْمُسْلِمِيْنَ فَيَجْمَعُ اللهُ لَهُ الدِّيْنَ وَالدُّنْيَا، وَلِذُرِّيَّتِهِ إِنِ اسْتَمْسَكَ بِهَذِهِ العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ، فَشَرَحَ اللهُ صَدْرَ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ لِهَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمَبَارَكَةِ فَاقْتَنَعَ بِنُصْرَتِهَا وَتَعَاهَدَا عَلَى نُصْرَةِ التَّوْحِيْدِ وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهِ.

    فَتَأَسَّسَتْ نَوَاةُ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ الأُوْلَى فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ عام 1158هـ، الَّذِي اتَّفَقَ فِيْهِ السَّيْفُ وَالقَلَمُ؛ سَيفُ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ-رَحِمَهُ اللهُ-، وَلِسَانُ وَقَلَمُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فَبَدَؤُوا بِالدَّعْوَةِ إلَى التَّوْحِيْدِ، وَإِرْسَالِ الرَّسَائِلِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ فِي تِلْكَ القُرَى وَالْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ بِبَلْدَةِ الدِّرْعِيَّةِ، فَانْتَشَرَتْ هَذِهِ الرَّسَائِلُ وَعَلِمَهَا مَنْ عَلِمَهَا.

    وتَتَلْمَذَ عَلَى يَدِ الشَّيْخِ عَدَدٌ كَبِيْرٌ مِنَ الأَفَاضِلِ وَذَوِي الْمَنَازِلِ الرَّفِيْعَةِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِنْهُم: الإمَامُ الْمُجَاهِدُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ، والإمَامُ الْمُجَاهِدُ عَبْدُالعَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ، وَابنُهُ الإمَامُ الْمُجَاهِدُ سُعُودُ بنُ عَبْدِالعَزِيْزِ، وَأَبْنَاءُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ: الشَّيْخُ حُسَيْنٌ، وَالشَّيْخُ عَلِيٌّ، وَالشَّيْخُ إِبْرَاهِيْمُ، وَالشَّيْخُ عَبْدُاللهِ وَالِدُ الشَّيْخِ سُلَيْمَانَ.

    وَكَذَلِكَ حَفِيْدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ، وَالشَّيْخُ حُسَيْنُ بنُ غَنَّامٍ، وَالشَّيْخُ حَمَدُ بنُ نَاصِرِ بنِ مُعَمَّرٍ وَغَيْرُهُمْ-رَحِمَهُمُ اللهُ-.

    فَبَدَأَ أَهْلُ البَاطِلِ يَجْمَعُونَ أَصْحَابَهُمْ لِحَرْبِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ فَبَدَأَتِ الْحُرُوبُ وَالْمَعَارِكُ وَكَانَ الَّذِي بَدَأَ هُمْ أَهْلُ البَاطِلِ، فَمَنْ حَارَبَ دَعْوَةَ التَّوْحِيْدِ وَتَرَكَهَا وَحَاوَلَ قَتْلَ أَهْلِهَا قُتِلَ لأَنَّهُ مُرْتَدٌّ حَيْثُ لَمْ يَقْبَلِ التَّوْحِيْدَ وَرَضِيَ بِالشِّرْكِ كَعِبَادَةِ الأَشْجَارِ وَالأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ مُنْتَشِرَةً فِي نَجْدٍ،بَلِ كَانُوا يَعْبُدُونَ بَعْضَ الْمَغَارَاتِ، وَتَذْهَبُ إِلَيْهَا الْمَرْأَةُ العَقِيمُ حَتَّى تَحْمِلَ!

    فَانْتَشَرَتِ الدَّعْوَةُ وَنَصَرَهَا اللهُ.

    وَمَات الإمَامُ مُحَمَّدُ بنُ سُعُودٍ وَقَدِ التَأَمَتْ نَجْدٌ كُلُّهَا تَحْتَ إِمْرَتِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ ابنُهُ عَبْدُالعَزِيزِ حَمَلَ الدَّعْوَةَ وَنَشَرَهَا، ثُمَّ كَذَلِكَ ابنُهُ سُعُودٌ، وَفِي عَهْدِ سُعُودٍ بَلَغَتِ الدَّعْوَةُ وَبَلَغَتِ الدَّوْلَةُ السُّعُودِيَّةُ الأُوْلَى أَوْجَ قُوَّتِهَا وَدَخَلَ ضِمْنَ هَذِهِ الدَّوْلَةِ الْحَرَمَانِ الشَّرِيفَانِ وَجُزْءٌ مِنْ بِلادِ اليَمَنِ وَالْمَنْطِقَةِ الشَّرْقِيَّةِ أيْ أنَّ مُعْظَمَ الْجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ، حَتَّى قَرُبَ مِنْ دِمَشْقَ.

    وَسَأَتَحَدَّثُ عَنْ جَانِبٍ مِنَ الْجَوَانِبِ العِلْمِيَّةِ عِنْدَ الشَّيْخِ فِي الْمَبْحَثِ الثَّانِي مِنْ هَذَا الفَصْلِ.

    وَفَاتُهُ:
    تُوُفِّيَ الشَّيْخُ-رَحِمَهُ اللهُ- آواخِرَ سَنَةِ 1206هـ وَعُمُرُهُ 91 سَنَةً، بَعْدَمَا رَأَى مَا يَسُرُّهُ مِنِ انْتِشَارِ التَّوْحِيْدِ وَنَبْذِ الْخُرَافَةِ والشِّرْكِ، وَكَثْرَةِ الطُّلاَّبِ، وَالعُلَمَاءِ الَّذِيْنَ نَهَلُوا مِنْهُ، وَأَصْلَحَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَأَصْلَحَ أَعْمَالَهُمْ، فَانْتَشَرَتْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ فِي جَمِيعِ بِلادِ العَالَمِ وَلَقِيَتِ القَبُولَ وَالثَّنَاءَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاحِ وَالصِّدْقِ والإخْلاصِ.

    رَحِمَهُ اللهُ وَأَسْكَنَهُ فَسِيْحَ جَنَّاتِهِ.

    مُؤَلَّفاتُهُ:
    ألَّفَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ مُؤَلَّفَاتٍ كَثِيْرَةٍ فِي التَّوْحِيْدِ، والفِقْهِ، والتَّفْسِيْرِ، وَالْحَدِيْثِ، والسِّيْرَةِ، والوَعْظِ والتَّذْكِيْرِ.

    وَقَدْ جُمِعَتْ مُؤَلَّفَاتُهُ-رَحِمَهُ اللهُ-مِنْ قِبَلِ جَامِعَةِ الإمَامِ مُحَمَّدِ بنِ سُعُودٍ في عِدَّةِ مُجَلَّدَاتٍ، مع العِلْمِ أَنَّ جُمْلَةً وَافِرَةً مِنْ مؤَلَّفَاتِ الشَّيْخ -رَحِمَهُ اللهُ- مَوْجُودَةٌ فِي الدُّرَرِ السَّنِيَّةِ.

    وَمِنْ كُتُبِهِ النَّافِعَةِ: كِتَابُ التَّوْحِيْدِ، وَالأُصُولُ الثَّلاثَةُ، وَكَشْفُ الشُّبُهَاتِ، وَمَسَائِلُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُخْتَصَرُ سِيْرَةِ ابنِ هِشَامٍ، وَمُخْتَصَرُ زَادِ الْمَعَادِ، وَمِنْهَا الأُصُولُ السِّتَّةُ، وَ«مَجْمُوعُ الْحَدِيْثِ عَلَى أَبْوَابِ الفِقْهِ»، وَغَيْرُهَا كَثِيْرٌ جِدًّا.



    --------------------------------------------------------------------------------


    الْمَبْحَثُ الثَّانِي
    بَرَاعَتُهُ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، مَعَ دِرَاسَةٍ مُوجَزَةٍ لِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ


    لَقَدَ بَرَعَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي العُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ حَتَّى بَزَّ أَقْرَانَهُ، وَفَاقَ مُعَاصِرِيهِ فِي عِلْمِ الْمُعْتَقَدِ وَالفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ وَالتَّفْسِيْرِ.

    وَلَقَدَ كَانَ-رَحِمَهُ اللهُ- مُجَدِّداً فِي بَيَانِ الْمُعْتَقَدِ، وَفِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ، والفِقْهِ وَالتَّفْسِيْرِ، جَارِياً عَلَى طَرِيْقَةِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.

    وَقَدْ أَطْنَبَ العُلَمَاءُ-رَحِمَهُم اللهُ- فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَذِكْرِ فَضَائِلِهِ، وَمَا تَمَيَّزَ بِهِ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُرَكِّزَ عَلَى جَانِبٍ هَامٍّ مَا زَالَ خَفِيًّا عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ أَلا وَهُوَ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ الْمُحَقِّقِيْنَ فِي عِلْمِ الْحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ، وَمَعْرِفَةِ صَحِيْحِهِ مِنْ سَقِيْمِهِ.

    وَهَذَا الأَمْرُ بَيِّنٌ مِنْ كَلامِ العُلَمَاءِ الَّذِيْنَ تَرْجَمُوا لَهُ، وَمِنْ خِلالِ النَّظَرِ فِي مَسِيْرَتِهِ العِلْمِيَّةِ، وكُتُبِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ-.

    أَمَّا مِنْ كَلامِ العُلَمَاءِ:
    فقَالَ ابنُ بِشْرٍ-رَحِمَهُ اللهُ- : «وَكَانَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِي صِغَرِهِ كَثِيْرَ الْمُطَالَعَةِ فِي التَّفْسِيْرِ وَالْحَدِيْثِ وَكَلامِ العُلَمَاءِ فِي أَصْلِ الإسْلامِ، فَشَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ فِي مَعْرِفَةِ التَّوْحِيْدِ وَتَحْقِيقِهِ وَمَعْرِفَةِ نَوَاقِضِهِ الْمُضِلَّةِ عَنْ طَرِيْقِهِ»(4).

    وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ قَاسِمٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «أَمَدَّهُ اللهُ بِكَثْرَةِ الكُتُبِ، وَسُرْعَةِ الْحِفْظِ، وَقُوَّةِ الإدْرَاكِ، وَعَدَمِ النِّسْيَانِ، سَمِعَ الْحَدِيْثَ وَأَكْثَرَ فِي طَلَبِهِ، وَكَتَبَ وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ وَالطَّبَقَاتِ، وَحَصَّلَ مَا لَمْ يُحَصِّلْ غَيْرُهُ، بَرَعَ فِي تَفْسِيْرِ القُرْآنِ، وَغَاصَ فِي دَقَائِقِ مَعَانِيهِ، وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ أَشْيَاءَ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا، وَبَرَعَ فِي الْحَدِيْثِ وَحِفْظِهِ، فَقَلَّ مَنْ يَحْفَظُ مِثْلُهُ، مَعَ سُرْعَةِ اسْتِحْضَارِهِ لَهُ وَقْتَ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ، وَفَاَقَ النَّاسَ فِي مَعْرِفَةِ الفِقْهِ وَاخْتِلافِ الْمَذَاهِبِ وَفَتَاوَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ؛ بِحَيْثُ إِنَّهُ إِذَا أَفْتَى؛ لَمْ يَلْتَزِمْ بِمَذْهَبٍ، بَلْ بِمَا يَقُومُ دَلِيْلُهُ عِنْدَهُ، تَمَسَّكَ بِأُصُولِ الكِتَابِ والسُّنَّةِ، وَتَأَيَّدَ بِإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُمَّةِ»(5).

    وَأَمَّا مِنْ خِلالِ مَسِيْرَتِهِ العِلْمِيَّةِ:
    فَقَدْ أَخَذَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عِلْمَ الْحَدِيْثِ عَنْ أَئِمَّةٍ أَجِلاَّءَ مِنْهُمُ الشَّيْخُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ عَبْدُالله بنُ إِبْرَاهِيْمَ السَّيْفُ حَيْثُ أَجَازَهُ بِثَبَتِ الشَّيْخِ عَبْدِالبَاقِي بنِ أَبِي الْمَوَاهِبِ الْحَنْبَلِيِّ.

    وَأَخَذَ عَنِ الْمُحَدِّثِ الكَبِيْرِ، وَالعَلاَّمَةِ السَّلَفِيِّ النِّحْرِيرِ مُحَمَّدُ حَيَاةٍ السِّنْدِيِّ الْمَدَنِيِّ(6)، وَأَجَازَهُ بِمَرْوِيَّاتِهِ، وَكَذَلِكَ أَخَذَ عَنِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ الْمُحَدِّثِ إِسْمَاعِيْلَ العَجْلُونِيِّ صَاحِبِ كِتَابِ «كَشْفِ الْخَفَا وَمُزِيلِ الالْتِبَاسِ عَمَّا اشْتُهِرَ مِنَ الأحَادِيْثِ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ» وَكَذَلِكَ أَخَذَ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُحَدِّثِيْنَ بِالبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا.

    فَهُوَ قَدِ اسْتَقَى عِلْمَ الْحَدِيْثِ مِنْ مَشَايِخِ الْمُحَدِّثِيْنَ فِي عَصْرِهِ، فَلا عَجَبَ أَنْ أَصْبَحَ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ فِي القَرْنِ الثَّانِي عَشَرَ.

    وَأَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ العَمَلِيَّةِ:
    فَقَدْ تَتَبَّعْتُ كُتُبَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فَلَمْ أَرَهُ صَحَّحَ حَدِيثاً أَوْ حَسَّنَهُ إلا وَيَكُونُ قَولُهُ مَبْنِيًّا عَلَى حُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ، وَسَلَفٍ مِمَّنْ سَبَقَهُ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ.

    وَلَمْ أَجِدْ حَدِيْثاً اتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ كَانَ ظَاهِرَ الضَّعْفِ لا نِزَاعَ فِيْهِ: صَحَّحَهُ الشَّيْخُ أَوْ حَسَّنَهُ، بَلْ هُوَ يَسْلُكُ مَسْلَكَ الْمُحَقِّقِيْنَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيْثِ.

    وَكَذَلِكَ لَمْ أَرَهُ احْتَجَّ بِحَدِيْثٍ مَوْضُوعٍ أَوْ لا أَصْلَ لَهُ أَوْ شَدِيْدَ الضَّعْفِ، بَلْ يَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ الصَّحِيْحَةِ وَالْحَسَنَةِ، وَقَدْ يَسْتَأْنِسُ -أحْيَاناً- بِالْحَدِيثِ الضَّعِيْفِ الَّذِي لَمْ يَشْتَدَّ ضَعْفُهُ.

    وَعَمَلُهُ هَذَا عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ قَاطِبَةً، وَهُمْ دَرَجَاتٌ فِي ذَلِكَ، فَلا تَجِدُ عَالِماً إِلاَّ وَقَدْ صَحَّحَ حَدِيثاً قَدْ يَرَاهُ غَيْرُهُ ضَعِيفاً، أَوْ ضَعَّفَ حَدِيثاً قَدْ يَرَاهُ غَيْرُهُ صَحِيْحاً.

    والاجْتِهَادُ فِي الْحُكْمِ عَلَى الْحَدِيْثِ كَالاجْتِهَادِ فِي الْحُكْمِ فِي مَسَائِلِ الفِقْهِ سَوَاءً بِسَواءٍ. وَالْمُهِمُّ فِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ مَبْنِيًّا عَلَى أَدِلَّةٍ وَبَرَاهِيْنَ أَصِيلَةٍ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَرْجِعُ هُوَ القَوَاعِدُ الَّتِي اتَّفَقَ عَلَيْهَا أَهْلُ الْحَدِيْثِ الْمُتَخَصِّصُونَ فِيْهِ.

    وَكَذَلِكَ الاسْتِئْنَاسُ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ الَّذِي قَامَتِ الأَدِلَّةُ عَلَى صِحَّةِ مَعْنَاهُ أَمْرٌ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُ السَّلَفِ مَعَ تَنْبِيْهِهِمْ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ ذِكْرِ سَنَدِهِ إِبْرَاءً لِلذِّمَّةِ.

    وَمِنْ خِلالِ النَّظَرِ فِي كُتُبِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ- يَتَبَيَّنُ دِقَّةُ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ مِنَ النَّاحِيَةِ الْحَدِيْثِيَّةِ، وَطُولُ بَاعِهِ فِيْهِ.

    وَسَأَضْرِبُ عَلَى ذَلِكَ مِثَالَيْنِ أَحَدَهُمَا إِجْمَالِيًّا والآخَرَ تَفْصِيلِيًّا:
    أَمَّا الْمِثَالُ الإِجْمَالِيُّ: فَهُوَ «مَجْمُوعُ الْحَدِيْثِ عَلَى أَبْوَابِ الفِقْهِ» وَالَّذِي جَمَعَ فِيْهِ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ أَحَادِيْثَ الفِقْهِ مُبَوَّبَةً، وَحَلاَّهُ بِالآثَارِ السَّلَفِيَّةِ، فَكَانَ كِتَاباً جَامِعاً لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوَالِهِ فِيْمَا أَعْلَمُ.

    فَقَدْ اسْتَوْعَبَ فِيْهِ -رَحِمَهُ اللهُ- أَبْوَابَ الفِقْهِ، وَذَكَرَ فِيْهِ مَا يَرْبُوا عَلَى أَرْبَعَةِ آلافٍ وَخَمْسِمِاْئَةِ حَدِيْثٍ وَأَثَرٍ ( 4545 حَدِيثاً وَأَثَراً ).

    وَقَدْ عَمِلْتُ مُقَارَنَةً بَيْنَ كِتَابِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ وَبَيْنَ كِتَابِ «الْمُنْتَقَى» لِلْمَجْدِ ابنِ تَيْمِيَّةَ، وَكِتَابِ «الْمُحَرَّرِ فِي الْحَدِيْثِ» للعَلاَّمَةِ ابنِ عَبْدِالْهَادِي، وَكِتَابِ «بُلُوغِ الْمَرَامِ» لِلِحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ؛ فَوَجَدْتُ الفَارِقَ العَجِيبَ بَيْنَ كِتَابِ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ وَبَيْنَ الكُتُبِ الأُخْرَى مَعَ عَظِيمِ فَائِدَتِهَا، وَمنْزِلَةِ مُؤَلِّفِيْهَا-رَحِمَهُمُ اللهُ-

    فَفِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ-مَثَلاً- مِنَ الْمُنْتَقَى: ( 170 ) حَدِيْثاً، وَفِي الْمُحَرَّرِ: ( 61 ) حَدِيْثاً، وَفِي البُلُوغِ: ( 62 ) حَدِيْثاً، أَمَّا فِي كِتَابِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فَقريباً مِنْ: ( 278 ) حَدِيْثاً وَأَثَراً، مَعَ دِقَّتِهِ وَحُكْمِهِ عَلَى الأحَادِيْثِ كَثِيْراً، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ فَاقَهَا كَمًّا وَكَيْفاً فِيمَا ظَهَرَ لِي وَاللهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.

    وَقَدْ رَاجَعْتُ عَدَداً كَثِيْراً مِنَ الأحَادِيْثِ الَّتِي حَكَمَ عَلَيْهَا شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي مَجْمُوعِهِ الْحَدِيْثِيِّ فَوَجَدْتُهُ مُوَافِقاً لِلأَئِمَّةِ أَوْ لِبَعْضِهِمْ مَعَ دِقَّةِ عِبَارَتِهِ-رَحِمَهُ اللهُ-.

    وَهَذَا الْمَجْمُوعُ حَرِيٌّ بِأَنْ يُقَرَّرَ عَلَى طُلاَّبِ العِلْمِ فِي الْجَامِعَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، وَيَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ بِهِ شَرْحاً وَتَوْضِيْحاً.

    وَأَمَّا الْمِثَالُ التَّفْصِيْلِيُّ:

    فَمَا يَتَعَلَّقُ بِكِتَابِ التَّوْحِيْدِ مِنَ الأحَادِيْثِ والآثَارِ، وَسَأُفَصِّلُ فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ بَعْدَ دِرَاسَةٍ مُوْجَزَةٍ لِلكِتَابِ:



    --------------------------------------------------------------------------------


    دِرَاسَةٌ مُخْتَصَرَةٌ لِـ«كِتَابِ التَّوْحِيْدِ»


    مَوْضُوعُ الكِتَابِ:
    إِنَّ كِتَابَ التَّوْحِيْدِ مَوْضُوعٌ «فِي بَيَانِ مَا بَعَثَ اللهُ بِهِ رُسُلَهُ: مِنْ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ، وَبيَانِهِ بِالأَدِلَّةِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَذِكْرِ مَا يُنَافِيهِ مِنَ الشِّركِ الأكْبَرِ أَوْ يُنَافِي كَمَالَهُ الوَاجِبَ؛ مِنَ الشِّرْكِ الأصْغَرِ وَنَحْوِهِ، وَمَا يُقَرِّبُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ يُوصِلُ إِلَيْهِ»(7).

    مَنْهَجُهُ فِي تَأْلِيفِ الكِتَابِ:
    إِنَّ مَنْهَجَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ-رَحِمَهُ اللهُ- فِي كِتَابِ التَّوْحِيْدِ هُوَ: أَنْ يُتَرْجِمَ لِلْبَابِ بِتَرْجَمَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى كِتَابِ اللهِ، وَمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-، أَوْ بِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ-رَحِمَهُمُ اللهُ-.

    ثُمَّ يَذْكُرُ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا يَدُلُّ عَلَى تَبْوِيْبِهِ، ثُمَّ يَذْكُرُ مِنْ السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا بَوَّبَ لَهُ، وَكَذَلِكَ يَذْكُرُ بَعْضَ الآثارِ فِي تَوضِيحِ مَعْنَى آيَةٍ أَوْ حَدِيْثٍ، أَوْ يَكُونُ للأثَرِ عَلاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِتَرْجَمَةِ البَابِ.

    ثُمَّ بَعْدَ ذِكْرِ الأَدِلَّةِ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والآثَارِ السَّلَفِيَّةِ يَذْكُرُ الفَوَائِدَ الْمُسْتَنْبَطَةَ مِنْ أَدِلَّةِ البَابِ عَنْ طَرِيْقِ مَسَائِلَ.

    فَكَمَا أَنَّ فِقْهَ الإمَامِ البُخَارِيِّ فِي تَبْوِيْبِهِ، فَإِنَّ فِقْهَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ فِي تَبْوِيبِهِ وَمَسَائِلِهِ.

    مَنْهَجُهُ فِي تَخْرِيجِ الأَحَادِيْثِ والآثَارِ:
    وَبِالنِّسْبَةِ للأَحَادِيثِ وَالآثَارِ فَإِنَّهُ يَعْزُوهَا إِلَى مَنْ خَرَّجَهَا إِمَّا قَبْلَ ذِكْرِ الْحَدِيْثِ، وَإِمَّا بَعْدَ ذِكْرِهِ لَهُ وَهَذَا هُوَ الغَالِبُ.

    وَيُبَيِّنُ دَرَجَةَ الْحَدِيْثِ غَالِباً إِمَّا بِعَزْوِهِ لِكِتَابٍ اشْتَرَطَ الصِّحَّةَ كَصَحِيْحِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ وابنِ حِبَّانَ، وَمُسْتَدْرَكِ الْحَاكِمِ، وَالْمُخْتَارَةِ للضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ، وَإِمَّا بِذِكْرِ حُكْمِ مَنْ أَخْرَجَهُ كَتَصْحِيحِ التِّرْمِذِيِّ أَوْ تَحْسِينِهِ، أَوْ تَصْحِيْحِ غَيْرِهِ للحَدِيْثِ كالنَّوَوَيِّ، وَالذَّهَبِيِّ، وَإِمَّا بِعَزْوِهِ لأَبِي دَاوُدَ سَاكِتاً عَلَيْهِ ولَيْسَ فِي إسْنَادِهِ مَا يُرَدُّ بِهِ الْحَدِيْثُ مِمَّا يَعْنِي أَنَّهُ صَالِحٍ للاحْتِجَاجِ عِنْدَهُ كَمَا عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ-رَحِمَهُ اللهُ-.

    وَإِمَّا أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ مُعْمِلاً قَوَاعِدَ أَهْلِ الْحَدِيْثِ فِي الْحُكْمِ عَلَى الأحَادِيْثِ، وَقَدْ يَكُونُ حُكْمُهُ مُقْتَبَساً مِنْ كَلامِ غَيْرِهِ كَالْمُنْذِرِيِّ أَوْ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ أَوْ ابنِ القَيِّمِ. وَأَحْيَاناً يَذْكُرُ الإسْنَادَ مُشِيْراً إلَى أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِيْهِ نَظَرٌ مَعَ صِحَّةِ مَعْنَاهُ بِأَدِلَّةٍ أُخْرَى، مَعَ احْتِمَالِ صِحَّتِهِ لِذَاتِهِ.

    فَلَمْ يَبْنِ تَبْوِيْباً عَلَى حَدِيْثٍ أَوْ أَثَرٍ ضَعِيْفٍ مُطْلَقاً، بَلْ بَنَاهُ عَلَى مَا هُوَ ثَابِتٌ صَحِيْحٌ، وَقَدْ يَذْكُرُ بَعْضَ الأحَادِيْثِ أَوِ الآثَارِ الَّتِي فِي سَنَدِهَا خِلافٌ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ بَابِ الاسْتِئْنَاسِ لا مِنْ بَابِ الاحْتِجَاجِ، وَهَذَا لا يَتَجَاوَزَ عَدَدَ الأَصَابِعِ كَمَا سَيَأتِي بَيَانُهُ.

    ما يَتَعَلَّقُ بِأَحَادِيثِ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ:
    ذَكَرَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي كِتَابِ التَّوْحِيْدِ سِتَّةً وَسِتِّيْنَ بَاباً اشْتَمَلَتْ عَلَى آيَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَعَلَى ( 124 ) حَدِيْثاً، وَذَكَرَ مِنْهَا حَدِيْثَيْنِ فِي مَوْضِعَيْنِ فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ بِالْمُكَرَّرِ( 126 ) حَدِيْثاً.

    خَرَّجَ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ أَوْ أَحَدُهُمَا ( 61 ) حَدِيْثاً أيْ: قُرَابَةَ النِّصْفِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ أحَادِيْثَ الصَّحِيْحَيْنِ مِمَّا تَلَقَّتْهُ الأُمَّةُ بِالقَبُولِ، وَأَجْمَعَتْ عَلَى صِحَّتِهَا.

    و( 55 ) حَدِيثاً مِنْ غَيْرِ الصَّحِيْحَيْنِ وَهِيَ صَحِيْحَةٌ أَوْ حَسَنَةٌ، وَقَدْ بَيَّنْتُ بُرْهَانَ ذَلِكَ أَثْنَاءَ تَخْرِيْجِي لِلأَحَادِيْثِ.

    بَقِيَتْ ثَمَانِيَةُ أَحَادِيْثَ فِيْهَا نِزَاعٌ قَوِيٌّ(8) بَيْنَ العُلَمَاءِ أَذْكُرُهَا بِاخْتِصَارٍ:

    أَوَّلاً: ذَكَرَ فِي البَابِ الأَوَّلِ حَدِيْثَ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَرْفُوعاً: ((قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، عَلِّمْنِي شَيْئاً أذْكُرُكَ، وَأدْعُوكَ بِهِ..)) الْحَدِيْثَ.

    وَهَذَا الْحَدِيْثُ صَحَّحَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّة مِنْهُم : الْحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ. والْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ. وَلَهُ شَوَاهِدُ صَحِيْحَةٌ.

    ثَانِياً: قَالَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ فِي البَابِ( 13 ) : «وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِإِسنَادِهِ، أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- مُنَافِقٌ يُؤذِي الْمُؤمِنِيْنَ، فَقَالَ بَعضُهُم: قُومُوا بِنَا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- مِن هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((إِنَّهُ لاَ يُستَغَاثُ بِي، وَإِنَّمَا يُستَغَاثُ بِاللهِ))»

    فَهَذَا الْحَدِيْثُ أَشَارَ الْهَيْثَمِيُّ إلَى حُسْنِهِ بِقَوْلِهِ: «رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيْحِ غَيْرُ ابنِ لَهِيْعَةَ وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيْثِ» وَمَعْلُومٌ خِلافُ العُلَمَاءِ فِي ابنِ لَهِيْعَةَ وَأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُوَثِّقُهُ مُطْلَقاً، فَهِيَ مَسْأَلَةٌ خِلافِيَّةٌ.

    وَمَعَ ذَلِكَ فَشِيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ لَمْ يُوْرِدْهُ عُمْدَةً فِي البَابِ، لأَنَّهُ احْتَجَّ عَلَى «بَاب منَ الشِّرْكِ أنْ يَسْتَغِيثَ بِغَيْرِ اللهِ أَوْ يَدْعُو غَيْرَهُ» بِأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيْثَ الطَّبَرَانِيِّ، وَذَكَرَ فِي البَابِ (18) مَسْأَلَةً لا يَتَعَلَّقُ مِنْهَا بِالْحَدِيْثِ إِلا الْمَسْأَلَةُ الأَخِيْرَةُ وَهُي: «الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: حِمَايَةُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- حِمَى التَّوحِيْدِ وَالتَأَدُّبُ مَعَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-»

    ثَالِثاً : ذَكَرَ فِي البَابِ(27) حَدِيثَ الفَضْلِ بنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : ((إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ))

    فَهَذَا الْحَدِيْثُ لَمْ يُصَحِّحْهُ أَوْ يُحَسِّنْهُ وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ مَعَ قُرْبِ إِسْنَادِهِ، فَيْسْتَأْنَسُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أحْمَدُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِاللهِ بنِ عُلاثَةَ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، فَمَعَ أَنَّهُ ضُعِّفَ إِلا أَنَّ ابنَ مَعِيْنٍ وَثَّقَهُ، وَقَالَ ابنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيْثِ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، وَوَثَّقَهُ ابنُ سَعْدٍ، وَكَذَا الْخَطِيْبُ، وَدَافَعَ عَنْهُ. وَفِيْهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ ابنِ عُلاثَةَ وَبَيْنَ الفَضْلِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.

    وَقَدْ نَبَّهَ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ عَلَى ذَلِكَ، فَنَقَلَ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ خَطِّهِ: «فِيْهِ رَجُلٌ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، وَفِيْهِ انْقِطَاعٌ»

    وَالْحَدِيْثُ الْمَذْكُورُ مَعْنَاهُ صَحِيْحٌ، دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ الأَدِلَّةُ الصَّحِيْحَةُ الثَّابِتَةُ.

    رَابِعاً: ذَكَرَ فِي البَابِ(31) حَدِيْثَ أَبِي سَعِيدٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مَرفُوعَاً: ((إِنَّ مِنْ ضَعفِ اليَقِينِ: أَن تُرضِيَ النَّاسَ بِسُخطِ اللهِ..)) الْحَدِيْثَ.

    وَهَذَا الْحَدِيْثُ لَمْ يُحَسِّنْهُ شَيْخُ الإسْلامِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِالوَهَّابِ، وَلَمْ يُصَحِّحْهُ وَإِنَّمَا أَوْرَدَهُ بَعْدَ ذِكْرِ آيَتَيْنِ، وَأَتْبَعَهُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- مَرْفُوعاً: ((مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى عَنهُ النَّاسَ..)) وَهُوَ حَدِيْث صَحِيْحٌ.

    وَمَعَنَاهُ صَحِيْحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ.

    خَامِساً: ذَكَرَ فِي البَابِ( 55 ) حَدِيْثَ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: (( لاَ يُسأَلُ بِوَجهِ اللهِ إلاَّ الْجَنَّةَ )) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ .

    فَهَذَا الْحَدِيْثُ سكت عَنْهُ أبُو دَاوُدَ، وَذَكَرَهُ البَغَوِيُّ فِي الأَحَادِيْثِ الْحِسَانِ مِنَ الْمَصَابِيحِ( 2/ 61 ) ، وَذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ فِي رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ( ص / 390 )، وَصَحَّحَهُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ، وَرَمَزَ السُّيُوطِيُّ لِصِحَّتِهِ.

    وَمَدَارُهُ عَلَى سُلَيْمَانَ بنِ مُعَاذٍ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الإمَامُ أحْمَدُ، وَقَالَ مَرَّةً: لا أَرَى بِهِ بَأْساً. وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ، وَمَنْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ فَقَدْ جَاوَزَ القَنْطَرَةَ.

    سَادِساً: ذَكَرَ فِي البَابِ(64) حَدِيْثَ جُبَيْرِ بنِ مُطعِمٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ؛ فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللهِ».

    فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((سُبحَانَ اللهِ! سُبحَانَ اللهِ!)).. الْحَدِيْثَ.

    فَهَذَا الْحَدِيْثُ قَدْ صَحَّحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ؛ قَالَ ابنُ مَنْدَهْ: «وَهُوَ إسْنَادٌ صَحِيْحٌ مُتَّصِلٌ مِنْ رَسْمِ أَبِي عِيْسَى والنَّسَائِيِّ»، وَقَوَّاهُ شَيْخُ الإسْلاَمِ فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى( 16 / 435 )، وَحَسَّنَهُ ابنُ القَيِّمِ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى مُخْتَصَرِ سُنَنِ أبِي دَاوُدَ لِلْمُنْذِرِيِّ( 13 / 12 ) وَدَلَّلَ عَلَى ذَلِكَ، وَرَدَّ عَلَى قَوْلِ الْمُضَعِّفِيْنَ. وَكَفَى بِهَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ قُدْوَةً وَسَلَفاً.

    سَابِعاً: قَالَ فِي البَابِ الأَخِيْرِ(66): «وَقَالَ ابنُ جُرَيرٍ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، أَخبَرَنَا ابنُ وَهبٍ قَالَ: قَالَ ابنُ زَيدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-: ((مَا السَّمَاوَاتُ السَّبعُ فِي الكُرسِيِّ إِلاَّ كَدَرَاهِمَ سَبْعَةٍ أُلقِيَتْ فِي تُرْسٍ))(9).

    قَالَ: وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يَقُولُ: ((مَا الكُرسِيُّ فِي العَرْشِ إِلاَّ كَحَلَقَةٍ مِن حَدِيدٍ أُلقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَي فَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ))(10) ».

    فَهُنَا قَدْ أَوْرَدَ الشَّيْخُ الإسْنَادَ، وَكَذَلِكَ لِحَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ شَوَاهِدُ يَصِحُّ بِهَا، أَمَّا مُرْسَلُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ فَلَمْ أَجِدْ مَا يَشْهَدُ لَهُ، بَلْ مَا يُغْنِي عَنْهُ.

    ثَامِناً: ذَكَرَ فِي البَابِ الأخِيْرِ-أَيْضاً- حَدِيْثَ الأَوْعَالِ وَهُوَ حَدِيْثٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ سَلَفِ الأُمَّةِ، وَقَوَّاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ:

    قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «حَسَنٌ غَرِيْبٌ»، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ الْجَوْرَقَانِيُّ فِي كِتَابِهِ « الأبَاطِيلِ والمنَاكِيْرِ والصِّحَاحِ وَالمشَاهِيْرِ »، وَالضِّيَاءُ فِي الأحَادِيْثِ الْمُخْتَارَةِ، وَقَالَ أبُو بَكْرٍ ابنُ العَرَبِيِّ: « حَسَنٌ صَحِيْحٌ »، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي كِتَابِ العَرْشِ ( رقم 24 ) : « إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَفَوْقَ الْحَسَنِ ».

    وَقَوَّاهُ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ، وَابنُ القَيِّمِ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى مُخْتَصَرِ سُنَنِ أبِي دَاوُدَ، وَقَالَ فِي الصَّواعِقِ الْمُرْسَلةِ: «إِسْنَادٌ جَيِّدٌ» .

    وَقَالَ الشَّيْخ عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ حَسَنٍ فِي قُرَّةِ عُيُونِ الْمُوَحِّدِينَ ( ص / 213 ) : «وَهَذَا الْحَدِيْثُ لَهُ شَوَاهِدُ فِي الصَّحِيْحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مَعَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ صَرِيحُ القُرْآنِ، فَلا عِبْرَةَ بِقَوْلِ مَنْ ضَعَّفَهُ» .

    فَظَهَرَ بِمَا سَبَقَ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ لَمْ يُصَحِّحْ أَوْ يُحَسِّنْ حَدِيْثاً ضَعِيْفاً ( 11 ) ، وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ بَعْضِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي ضَعَّفَهَا بَعْضُ العُلَمَاءِ فَهُوَ لاخْتِلافِ اجْتِهَادِهِمْ فِي الْحُكْمِ عَلَى الْحَدِيْثِ، وَكَذَلِكَ قَدْ يُوْرِدُ بَعْضَ مَا تُكِلِّمَ فِيْهِ اسْتِئْنَاساً مَعَ صِحَّةِ مَعْنَاهُ بِالدَّلائِلِ القَطْعِيَّةِ.

    فلا يَجُوزُ لأَحَدٍ بِحَالٍ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ تَسَاهَلَ فِي إِيْرَادِهَا، أَوْ خَالَفَ أَهْلَ الْحَدِيْثِ، بَلْ هُوَ سَائِرٌ عَلَى نَهْجِهِمْ وَطَرِيْقَتِهِمْ، بَلْ هُوَ مِنْ كِبَارِ أَهْل الْحَدِيْثِ وَمُحَقِّقِيْهِمْ-رَحِمَهُ اللهُ-.

    وَهَذَا الإمَامُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسَائِيُّ عَلَى جَلالَتِهِمْ، وَتَمَكُّنِهِمْ فِي عِلْمِ الرِّجَالِ قَدْ صَحَّحُوا بَعْضَ الأحَادِيْثِ الَّتِي خَالَفَهُمْ فِيْهَا غَيْرُهُمْ، وَكَذَلِكَ النَّوَوِيُّ فِي رِيَاضِ الصَّالِحِيْنَ وَالَّذِي اشْتَرَطَ فِيْهِ الصِّحَّةَ قَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ فِي تَصْحِيْحِ بَعْضِ تِلْكَ الأحَادِيْثِ، وَكِتَابُهُ الأَرْبَعِيْنَ نَجِدُ مِنَ العُلَمَاءِ مَنْ ضَعَّفَ مِنْ أَحَادِيْثِهِ مَا تَزِيْدُ نِسْبَتُهُ عَمَّا انْتُقِدَ عَلَى شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ.

    وَكَذَلِكَ شَيْخُ الإسْلام ابنُ تَيْمِيَّةَ والإمَامُ ابنُ القَيِّمِ وَالذَّهَبِيُّ والحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ قَدْ صَحَّحُوا أَحَادِيْثَ خَالَفَهُمْ فِيْهَا غَيْرُهُمْ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ قَادِحاً فِي عِلْمِهِمْ أَوْ عِلْمِ مَنْ خَالَفَهُمْ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَتَّهِمْهُمْ أَحَدٌ بِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ فِي الْحَدِيْثِ أَوْ التَّسَاهُلِ أَوْ يَطْعَنْ عَلَيْهِم بِذَلِكَ.

    فَالْخُلاصَةُ أَنَّ شَيْخَ الإسْلامِ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِالوَهَّابِ -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيْثِ، وَكِبَارِ الْمُحَدِّثِيْنَ وَالْمُحَقِّقِيْنَ، وَكِتَابُهُ التَّوْحِيْدُ مِنْ أَصَحِّ الكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ فِي العَقَائِدِ.
    وَاللهُ أَعْلَمُ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

    كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي


    ----------------------------
    الهوامش
    (1) كَتَبَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ صَالِحُ بنُ عَبْدِاللهِ العُبُود تَرْجَمَةً حافِلَةً لِشَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ ضِمْنَ كِتَابِهِ البَدِيْعِ «عَقِيْدَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ السَّلَفِيَّةِ وَأَثَرِهَا فِي العَالَمِ الإسْلامِيِّ» فَيُرْجَعُ إلَى ذَلِكَ الكِتَابِ فَإِنَّهُ مُهِمٌّ غَايَةً.
    (2) رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ(رقم2405)، ومُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ(رقم2525).
    (3) انْظُرِ: الدُّرَرَ السَّنِيَّةَ(9/215)
    (4) عُنْوَانُ الْمَجْدِ فِي تَارِيْخِ نَجْدٍ لِلعَلاَّمَةِ عُثْمَانَ بنِ بِشْرٍ النَّجْدِيِّ(1/ 6).
    (5) الدُّرَرُ السَّنِيَّةُ(12/ 8)
    (6) قَالَ ابنُ بِشْرٍ فِي عُنْوَانِ الْمَجْدِ(1/25-26): «كَانَ لَهُ اليَدُ الطُّولَى فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيْثِ وَأَهْلِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَصَنَّفَ مُصَنَّفاً سَمَّاهُ :"تُحْفَةَ الأَنَامِ فِي العَمَلِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ"، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ غَيْرُهَا، رَأَيْتُ لَهُ مُصَنَّفاً عَجِيباً؛ شَرْحاً عَلَى الأَرْبَعِيْنَ النَّوَوِيَّةِ، سَمَّاهُ: "تُحْفَةَ المُحِبِّيْنَ فِي شَرْحِ الأَرْبَعِيْنَ"».
    (7) مِنْ كَلامِ الشَّيْخِ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ حَسَنٍ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ:«فَتْحِ الْمَجِيْدِ».
    (8) هُنَاكَ أحَادِيْثُ أُخْرَى تَنَازَعَ فِيْهَا العُلَمَاءُ لَمْ أَذْكُرْهَا لأَنَّهُ ظَهَرَ لِي ضَعْفُ حُجَّةِ مَنْ يُضَعِّفُهَا.
    (9) رَوَاهُ ابنُ جَرِيْرٍ(3/10)، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي العَظَمَةِ(رقم220) وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: وَاهٍ، وَأَبُوهُ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، فَهُوَ مُرْسَلٌ وَاهِي الإسْنَادِ.
    (10) رَوَاهُ ابنُ جَرِيْرٍ فِي تَفْسِيْرِهِ(3/10)، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي العَظَمَةِ(2/587) وفي إِسْنَادِهِ: عَبْدُالرَّحْمَنِ بنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ وَهُوَ وَاهٍ، ولَكِن لَهُ طُرُقٌ أُخْرَى تُغْنِي عَنْهُ فَهُوَ صَحِيْحٌ.
    (11) انْتَقَدَ بَعْضُ العُلَمَاءِ إِيْرَادَ شَيْخِ الإسْلامِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ لِقِصَّةِ الغَرَانِيقِ فِي مُخْتَصَرِهِ لِلسِّيْرَةِ، وَهَذَا فِي حَقِيْقَتِهِ انْتِقَادٌ غَيْرُ صَحِيْحٍ، فَقِصَّةُ الغَرَانِيقِ ثَابِتَةٌ، أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى ثُبُوتِهَا، وَتَلَقَّتْهَا الأُمَّةُ بِالقَبُولِ، وَقَدْ صَحَّحَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّةِ مِنْهُمُ: الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ(10/234)، وَالْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي تَخْرِيجِ أحَادِيْثِ الكَشَّافِ(4/114)، وَالسُّيُوطِيُّ، وَالشَّيْخُ سُلَيْمَانُ وَغَيْرُهُمْ، وَفَسَّرَهَا-أيْ قَولَهُ تَعَالَى: {ألْقَىالشَّيْطَانُ فِي أمْنِيَّتِهِ} بِهَا جَمَاعَةٌ مِنْ الأَئِمَّةِ كَابنِ جَرِيْرٍ(17/186)، والنَّحَّاسِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ(4/426)، وَالبَغَوِيِّ(3/293-294)، والوَاحِدِيِّ فِي تَفْسِيْرِهِ(2/737)، وَأَبِي اللَّيثِ السَّمَرْقَنْدِيِّ(2/ 465)، وابنِ أَبِي زَمَنِيْنَ(3/186)، والسَّمْعَانِيِّ(3/448)، وابنِ جُزَيٍّ فِي التَّسْهِيْلِ(3/44)، وَشَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ فِي مَجْمُوعِ الفَتَاوَى(2/282)، وَقَالَ فِي مِنْهَاجِ السُّنَّةِ(2/ 409):«عَلَى الْمَشْهُورِ عِنْدَ السَّلَفِ والْخَلَفِ» وَالسَّعْدِيِّ(ص/ 542) وَغَيْرِهِمْ كَثِيْرٍ جِدًّا.


    هذا وانما هو نقل لبعض المقاطع على الشبكه ليس اكثر بعد قرائتها وترشيحها لأرسالها لكم .. ارجو ان اكون اوضحت من هو محمد بن عبد الوهاب وما هى الوهابيه التى ماهى الا الاسلام ..ارجو عذرى ان كان هناك تقصير وارجو لك البحث المستفيض لتتعرف اكثر على الشيخ ..

    اما غن اخطاء الشيخ ابن باز وغيره فأنا لا اعرفها بصدق وسأبحث عن هذا .. وحتى ان اخطئوا فهم لايشكلون ابدا الوهابيه بشخصهم .. لايوجد حجه على الاسلام
    اخيك الصغير
    الفرعون الحر

    By Blogger FrEe.PhArAoH, at 10:10 PM  

  • الى الفاضله أيمان و ألى أخى الصغير سنا فقطا بينما مقامه عندى كبير الفرعون الحر و ألى الجميع
    أولا أثلجت صدرى بأنسانيتك أيها الفرعون الحر .. و استلمت ردك على مدونتى أيضا و قمت بالرد عليه هناك .. و قبل أن أنقل رأئى و تعليقى من مدونتى ألى هنا . أرجو أن تسمح لى بالأهتراض على جمله واحده فقط .. و هى ( الوهابيه هى الأسلام ) عفوا يا أخى الصغير سنا و الكبير مقاما .. الأسلام لا يختصر فى مذهب واحد .. بل أن الأختلاف بين المذاهب رحمه .. و عن الشيوخ ابن حنبل و ابن تيميه و ابو الأعلى المودودى و هم أول مصادر الفكر الوهابى فالنقد و الملاحظه و الأجتهاد بل و التصحيح و المعرضه لآرائهم أذا لزم الأمر أمر مشروع و لايعد أبدا خروج عن الأسلام .. فالرافض للوهابيه ( مثلى ) لا يرفض الأسلام .أطلاقا .ز بل لعلى أذهب ألى رفض مبادىء من الوهابيه بينما تتطابق مبادىء أخرى مع معتقداتى تمام التطابق .. و أساس رفضى للفكر الوهابى هو تعطيل عمل العقل .. عموما فيما يلى نسخه من ردى عليك فى مدونتى .. أنشرها هنا حفاظا على سبق الفاضله صاحبة المدونه فى فتح النقاش .. من ناحيه .. و من ناحيه أخرى .ز لا ذنب لمدونتى الصغيره فى استقبال كل هذا الكم الهائل من الصفحات .. هاهاهه .. أرجو من الجميع استمرار سعة الصدر لقبول المناقشه و المشاركه فى الرأى
    الى الفرعون الحر
    شكرا لمناداتى بالأخ .. و لست بكبيرا ألا فى سنى فقط .. أخى قد كرست بردك المرفق ماذهبت أنااليه من أن الوهابيه تكريس للنقل و ليس العقل .. فأن قد تفضلت بالنقل فقط .. و طبعا باعتبار أن الوهابيه هى الأسلام ( حسب نص كلامك ) فلا مجال لك أن توضح رأيك هنا .. أنت فقط نقلت .. و كل ماتفضلت بنقله و يزيد مر على قراءة و بحثا بل و مناقشة مع وهابيين و غيرهم .. و أحيلك فضلا للأطلاع على بعض المراجع التى قد تفيد فى حالة أعمال العقل فيها لتقييم موقف الوهابيين و دورهم فى تأخر الحضاره الأسلامبيه كلها .. منها كتاب الأمير شكيب أرسلان أمير السنيين فى لبنان بعنوان لماذا تأخر المسلمون و تقدم غيرهم .. كتاب عباس محمود العقاد الديموقراطيه و الأسلام كتاب الشيخ عبد الرحمن الكواكبى بعنوان طبائع الأستبداد كتاب لسلى ليبسون بعنوان الحضاره و الديموقراطيه كتاب د.فاروق عبد السلام بعنوان أزمة الحكم فى العالم الأسلامى كتاب د.محمد عماره بعنوان تيرات الفكر الأسلامى

    و أرشح لك بعض الأسئله لتحاول الأجابه عليها من خلال قرائتك سواء لفكر الوهابيه أو للكتب الأخرى الناقده لها .. منها .. ماهو أسلوب اختيار الحاكم المسلم .. و مقارنة الرد بفكر الوهابيه .. و حتى فكر ابن حنبل نفسه و هو من أهم مصادر الوهابيه بالاشتراك مع أبو الأعلى المودودى و ابن تيميه ..
    سؤال آخر عن حقوق غير المسلمين فى ظل الحكم الأسلامى
    سؤال عن طلب العلم .. أو تدبر
    الأحادبث و قصص السنه .. و السلف
    سؤال عن حقوق المرأه و مقارنه بين وضع المرأه فى دوله الرسول عليه الصلاة و السلام و الدوله الوهابيه
    سؤال عن ترسيم الحدود بين البلدان و الأعتراف بالسياده المتبادله
    صديقى قد أرشح لك مجموعة كتب صدرت مؤخرا لكاتب مجتهد جدا .. أسمه نبيل هلال .. بعنوان الأستبداد و دوره فى انحطاط المسلمين .. و الجزء الثانى أعتق أن أسمه تغييب العقل المسلم .. هذه المجموعه تناولت بالبحث أهم مارشحته لك بالقراءه فضلا عن فتاوى أئمة الوهابيين
    ملحوظه أخيره .. أرجو أن تتقبلها من أخيك .. ماذنب مدونتى لتستقبل كل هذا الكم من الكتابه المنقوله بينما مدونةالسيده أيمان مازالت جاهزه لآستقبال مزيد من النقاش .. عموما سأنقل ردك ( أو أحاول ) و ردى أيضا لمدونة أيمان ..حيث كان لها السبق فى فتح باب الحوار و أعتقد من الواجب استمرار الحوار عندها
    أكرر شكرى لك على اعتبارى أخيك .. و اؤكد أنى أكبر منك فى السن فقط أما المقام فمقامك محفوظ و أحترمه تماما
    مع تحياتى

    By Blogger lastknight, at 11:02 PM  

  • بداية الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .
    ارى ولله الحمد انى اكتسبت صديق كبير السن والمقام يسمى الفارس الاخير وارى فى ذلك مكسب هائل نتج عن اختلاف الرأى
    انما كان رأيى ( ومازال ) ان الوهابية ما هى الا وجه اخر للسلفيه ومذهب اهل السنه والجماعه ولا اختلاف بينها وبين الاسلام النقى وقد شرحت هذا باستفاضة
    عزيزى ابا هريرة .. تجاوزا عن اسلوبك واتهاماتك المشينة كعدم الامانه ف البحث
    وترانى ايضا اننى لم استخدم عقلى ولا فى سطر واحد
    جزاك الله خيرا وجعل لك نصيبا من اخلاق ابا هريرة .. قلت ( ان كنت قرأت الرد كامل ) انى منتقى ومرشح لبعض المقاطع التى قرأتها مسبقا اى ان كل حرف جئت به ماهو الا مقروء من قبلى وناقل له عن اقتناع تام
    وانت تقول انى لم اطلعك على جمله واحده من مصدر غير وهابى .. لك ان تتخيل معى انى احاول ان اقنعك بصحة فكر ما ثم اقول لك ان هناك من يقول انه غير صحيح مع العلم انك نفسك تقول انه غير صحيح فاين الفائده .. دع المذهب يتكلم عن نفسه .. اقرأ فى الفكر الوهابى ومؤلفيه كى تقتنع او لا تقتنع به لكن بالحق والمنطق .. لكن بقراءة اشياء وكتب لشخص غير وهابى تكون فكرتك عن المذهب .. اعذرنى فهذه هى عدم الامانه وظلم لنفسك قبل ان تظلم الفكر . تمام كأى كافر يسمع عن تناقضات القرآن وحمار يعفور و غير ذلك من الشبهات المفحمة التى قيلت من قبل غير المسلمين الجهال الذين لم يعرفوا شيئا عن الاسلام .. فأن علموا من مصادر اسلاميه او محايده اما تحولوا الى مسلمين او على اقل تقدير علموا ان الدين الاسلامى نظام حياة غنى بالفضائل ولا يدعوا الى الرذائل دين غير متناقض ابدا
    وايضا اخطأت ف الشيخ سيد قطب و شيخ الاسلام ابن تيميه .. فصار دفاعى شامل لهم
    لك مطالبى لنبدأ حوار هادف ان اردت
    اولا انتقد كل ماجئت به من نصوص وفندها كما تشاء بالحجه والدليل كى يكون لك الحق فى قول ما قلت
    ثانيا اثبتلى ان الامام ابن تيميه كان من المخرفين دعاة الحقد والكراهية
    وايضا انا اثبت ان الشيخ محمد ابن عبد الوهاب كان على عقيدة الائمة الاربعه وستعرف هذا ان كنت قرأت ردى فلى ان اسأل كيف نضعف ونستهان اذا استمسكنا بالعقيده الوهابيه ( عقيدة الائمه الاربعه ) ؟ وايضا لماذا لم يضعف الصحابة اذ انهم فعلوا نفس الشئ ؟
    وايضا اشد ما اريد ان توضح لى من مصدر موثوق منه استطيع ان اصل اليه فى الشبكه او على هيئة كتاب يوضح ان الوهابية دعت الى الحقد والكراهية ..
    ان فعلت هذا فأرى ان لك كل الحق
    ان لم تفعل فاعذرنى اسلوبك يفتقر الى اداب الحديث الراقى الذى نسعى اليه ف المدونات العربيه عامة والذى تحدثت انت عنه فى بداية كلامك .. ان لم تفعل فاعلم ان فاقد الشئ لا يعطيه
    تحياتى للجميع

    By Blogger FrEe.PhArAoH, at 9:18 PM  

  • الموقر أبو هريره
    مفكر محترم لقب لا أستحقه و شرف لا أدعيه..و أشكرك بوجه عام , أتفق معك فى كل ( المعانى ) الوارده فى تعليقك .. و اسمحلى من فضلك أن أختلف معك فى الأسلوب .. عفوا فالتعبير هنا بحريه دون هجوم من ضد على ضد .. فكلنا من المؤكد هنا لتحقيق حلم عام بمجتمع أفضل و حضاره حقيقيه , أساسها الكرامه و احترام الآخر بعد قبوله حتى لو اختلفنا فى الرأى .. الفرعون الحر بالفعل نقل فقط .. و أعتقده حتى الآن غير مدرب على مقاومة الأفكار المنزرعه قهرا/ سكبا فى رأسه .. شأنه كشأن أغلب شباب هذه الأمه المتخرجين من نظام التعليم / التدجين المصرى العقيم .. المسأله ببساطه هى دفع أخينا الفرعون الحر ومن مثله ألى مجرد أعمال العقل .. تجرئتهم على استخدام أكبر نعم المولى عز و جل على الأنسان ..و توطئتهم للمضى على سنة ابو الأنبياء أبراهيم عليه السلام . الذى سأل ربه ( أرنى كيف تحيى الموتى ) فأجاب رب العالمين بصيغة السؤال الأعتراضى .. ( أو لم تؤمن ) فما كان من أبو الأنبياء الخليل ألا أن أجاب و فى قلبه كل براءة الأيمان و حقيقة اليقين بضعف طبيعته المخلوقه من الطين و قدرة و رحمة رب العالمين سبحانه .. و قال ( بلى , لكن ليطمئن قلبى ) فأذا برب العالمين القادر وحده القاهر فوق عباده يجيب على جرأة ابراهيم الخليل عليه السلام بقبول حسن ..بل و استحسان لجرأة أبراهيم على السؤال و بقدرة العزيز الحكيم يأمره بتجربه عمليه أن ( أت بأربعة من الطير فصرهن أليك .. ألى آخر الآيه )تلك الايه / القصه / الموقف الذى لو تأملناه لما وجدنا له مثيل فى أى كتاب أخلاقى آخر ..تقدير رب العباد لشجاعة عقل مخلوق ضعيف .. و تحفيز هذا المخلوق على أعمال عقله دوما .. بل و أرشاده ليشك و يسأل و يتدبر و يعمل عقله حتى يصل ألى حق اليقين ..
    هذا هو الفحوى الذى أنكرته الوهابيه كما أنكرته أغلب مصادر الحضاره العربيه بعد عهد الشيخين الأولين أبو بكر و عمر .. و انصرفت الدعاوى كلها لتدجين الناس بعدهما حتى صارت الثوره على عثمان .. ثم الفتنه الكبرى التى استشهد فيها على و من بعده الحسنين .. و من ساعتها ..تحول الحكم ألى الوراثه و ضاعت الشورى و ضاع العقل و الرشد ولا سبيل لسيطرة المستبد ألا بتدجين الرعيه و تغييبهم ..
    أعود لعتابى معك .. لا أعتقد أن الهجوم على الأخ الفرعون الحر سيحقق أى من أهداف الجميع لدفعه و أمثاله لأعمال العقل .. بل أعتقد أن تشجيعهم على الدخول فى التحدى الذهنى و تأكيد الحفاظ على كرامتهم أيا كانت قناعتهم و أيا كانت نتيجة النقاش سيكون هو الدافع الحقيقى و التشجيع الفعال لهم .. ليتخلصوا من قيود الفكر المزروعه فيهم منذ الصغر ..
    و أعود و أذكرك بقصة أبو الأنبياء و رب العالمين .. فتخيل سيادتك أن ذات الحوار أو شىء شبيه به دار بين تلميذ و مدرسه .. و تسائل التلميذ عن مدى صحة معلومه أو عن حقيقة قدرة الأستاذ / المعلم .. تخيل لو حدث هذا فى نظامنا التعليمى / التدجينى الخبيث .. هل تتصور مصير الطالب البرىء الذى لم يطمع سوى فى الوصول لليقين .؟
    سيدى الفاضل .. أتباع الأفكار الظلاميه هم من جانب آخر .. فقط مظلومين .. أذاأردنا الأصلاح فعلينا بالحلم و التنوير ..
    أعتذر عن الأطاله لكن اسألك من فضلك أن تصحح موقفك من الأخ الفرعون الحر .. و لنضرب مثلا بسعة الصدر نقابل به دعاوى الكراهيه

    By Blogger lastknight, at 9:32 PM  

  • السلام عليكم
    اعتذر عن تأخر ردى والذى ارى فيه انه الاهم .. انما كان ذلك نتيجة لأنتظارى لرد ابا هريرة ليصحح موقفه او ليثبت عليه بأدلته التى طلبتها منه مسبقا لكن اى من هذا لم يحدث .. وارى فى ذلك 3 اشياء اولها انه لا يريد تصحيح موقفه ويصر عليه وثانيها انه لا يستطيع الاتيان بالادله او تفنيد ماجئت به مسبقا وهذا ما اميل اليه وثالثها انه لم يدخل الى هنا بعد ان وضعت ردى والله اعلم
    اشكر الفارس الاخير على اخلاقه الكريمة واتمنى دائما التواصل مع هذا العقل الطيب
    بعد وضع ردى الطويل لم اكن اتوقع حرف مما كتب بعده .. فكله يناقضه حتى لو لم يأتى بدليله .. اتيت بدليل وانتظر اى دليل يناقضه والاقوى حجه نأخذ به
    لكن ما رأيته ما هو الا وجهات نظر شخصية بحته لا تستند الا على قصص وهمية الفت لابعاد الناس عن الفكر الوهابى النقى
    صارت كلمة الوهابى كلمة شائنة لسواد الفكره التى اعطيت عنها .. الكل يعرف ان الوهابيين جهلاء وارهابيين ليس اكثر بل البعض لا يعرف انها تنسب الى الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ورغم ذلك ينكرها .. الكل يكره الشيطان لكننا نعى جيدا لماذا نكرهه .. لكن البعض ساخط على عبد الناصر ( كمثال)وله اسبابه والكثير يحبونه ولهم اسبابهم .. ان تكلمت مع هذا او ذاك يعطيك الدليل على اعتناق هذه الفكره .. وتستنتج انت ان عبد الناصر شخصيه عظيمة لها اخطاء كأى بشرى اخر ومن اهم اخطائه مثلا معتقلاته والتعامل فيها ومن اهم محاسنه السد العالى .. فكل انسان ليس خالى من العيوب حتى لو كانت غير ظاهر .. الشيخ لم يكن الشيطان بالطبع ولم يكن عبد الناصر .. الشيخ كان داعيه الى لا اله الا الله محمد رسول الله وارى فى ذلك اتفاق مع جميع من يعارضنى . ان القول انه لا يمتلك اى فضيله هو ظلم صراح للشيخناتج عن جهل بحاية الشيخ وتلقى المعلومه من مصادر خبيثة تريد تشويه هذا الرمز الاسلامى
    دائما ما يلعبون على نقطة انه لا اعمال للعقل ف الوهابية واكرر ماجئت به دليل قاطع على صحة الوهابيه لا اريد ان تقول انا استخدمت عقلى اولا فهذا ضعف واضح فقط انقض ماجئت به ان استطعت وارى اصلا انه لم يقرأ قلت مسبقا
    2- أما قولهم إن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لا يقيمون للعقل وزنا فهذا غير صحيح وإنما يقولون إن العقل تابع للوحي مثل عمل البصر تماما ، فإن العين لا تعمل عملها إلا إذا اجتمع معها نور من الخارج سواء كان نور الشمس أو القمر او النجوم أو النور المستحدث ، وهكذا العقل فإنه يستنير بالوحي الإلهي فيعتمد عليه ، أما إذا افتقد الوحي فإنما يتخبط في الظلام ولذلك يختلف عقل المفكر عن عقل الفلسفي ، وعقل المؤرخ من المحاسب .
    ولا تأتينى بقصة عبد الله الذى ترك وحيدا فجزيره فعبد الله باعمال عقله .. انظر الى القبائل البدائيه .. انظر الى الخليل نفسه ان لم يتسرب له الملل لكان عبد الشمس او القمر لكنها ارادة الله واصطفائه للخليل وقال انه ان لم يهديه ربه ليكونن من الظالمين الكافرين فالعقل عزيزى يتطلب وحى .
    هناك بعض الكلمات التى لم تروقونى .. كمثلا كلمة (امثاله ) لم تعجبنى على اية حال لكن ارى لك الحق فى محاولتك للوقوف ضد فكر سيدمر الاسلام حسب مفهومك
    ما ارى هو انتصار للأسرائيليات وغيرها وسواد البعد عن المصادر الاسلامية ومطابقتها على الفكر الوهابى من مصادره ايضا اريييييييييد فقط فعل هذا
    دائما يقال اننى ناقل فقط .. لقد قلت اننى منتقى لبعض المقاطع المقتنع بها اقتناع تام التى قد تفى بغرضى ليس بمجرد ببغاء
    لم يقول اننى ناقل فقط ولمن لم يقرأ اصلا ما جئت به عليه ان يقول رأيه فى هذا

    لقد نشرت مجلة 'الدعوة' في عددها 1899 والصادر في 3/7/2003م رسالة الباحثة الأمريكية 'نت' حول السيرة الفكرية للشيخ 'محمد بن عبد الوهاب'، والتي حصلت الباحثة بموجبها على الدكتوراه من جامعة 'جورج تاون'، حيث 'نسفت' رسالتها العلمية الرصينة كل الأباطيل والأكاذيب والافتراءات التي روج لها البعض في كتاباتهم حول الدعوة الوهابية.

    وتقول الباحثة: 'إن كل الذين حاولوا تشويه الدعوة الوهابية كانوا يعتمدون في معلوماتهم عن الوهابية على كتب الرحالة الغربيين، وهؤلاء الرحالة لم يلتقوا بالشيخ أو بأحد من أتباعه. ولم يقرؤوا شيئًا مما كتبه، لذلك ربطوا في كتاباتهم الدعوة الوهابية بحالة العنف التي تمارس اليوم، على رغم أنني وجدت أن فكر الشيخ ضد الإرهاب بكل أشكاله'.

    وأشارت الباحثة إلى كتاب 'ستيفن شوارتز' عن الوهابية، كنموذج لحالة العداء الغربي للإسلام، والذي أصبح المؤلف بموجبه مدللاً من قبل وسائل الإعلام الغربية.

    وتضيف الباحثة قائلة: 'لقد أدركت أن معظم الناس قد أساءوا فهم رسالة الشيخ، وبالأخص كتاب التوحيد على أساس أنه بيان حرب. لقد كان هذا الكتاب بحثًا مستفيضًا في مضامين التوحيد وعملاً علميًا رصينًا وليس دعوة إلى الحرب. إنه رسالة تناقش مسئوليات جميع المؤمنين. إن رسالته في الجهاد لم يقصد منها إلا وضع القيود على العنف والتدمير. لقد أكد على حرمة الحياة الإنسانية ودعا إلى المحافظة على حياة البشر، وقد اتجهت تعاليمه نحو تعليم المؤمنين العقائد الصحيحة عن طريق الدراسة المباشرة للقرآن والسنة. وكان اهتمامه كبيرًا بقضايا العدالة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، وقد أنصف النساء، وركز على حماية حقوقهن وعلى ضرورة التوازن في الحقوق والواجبات بينهن وبين الرجال.. إن ما كتبه عن النساء يقدم سابقة تاريخية حضارية قوية وينسف ما يحدث من ممارسات اجتماعية سيئة ضد المرأة في العالم اليوم

    باحثه غير مسلمه وكان هذا رئيها
    اتقوا الله واعلموا ان الوهابيه هى مذهب اهل السنه والجماعه واثبت هذا مرارا ولم يثبت عكسه ابدااااااااااا
    لقد اثبت ايضا انه على مذهب الائمه الاربعه لا سيما الامام احمد بن حنبل فكيف بعد هذا بدون اى دليل يقال انه مذهب فاسد
    فأى منطق يحدث هذا
    ان اردت ان تقول عكس ماجئت به فارجو بشده وجود الدليل و قد قال الاخ الكبير الفارس الاخير اننى ( وامثالى ) مظلومين ايضا لأتباع الافكار الظلامية ( الوهابية ) اريد ان اسأله كيف بعد اثبات ان محمد بن عبد الوهاب نفسه من متبع للائمه الاربعه وتقول ان فكره من الافكار الظلاميه ؟؟؟
    شكرا لسعة صدركم لكن ارجو ان تكون المعارضه بأدله كما فعلت لا كما فعل الغير فهذا هو اساس النقش .. وجود حجه تؤيد كلامك .. ولا داعى للمشاعر المترسبة من مجتمع عاش وقتا طويلا على القيل والقال ويجب ان تتغير .. وللعلم التعليم ابدا وظروف البيئه لا تساعد على اعتناق الفكر الوهابى او تأييده كما هو جلى للجميع فى بيتى لم يقتنع بالفكر الا انا واخى عادا ذلك وصلنا معهم الى انه كان رحمه الله جامد التعامل ولم يأتوا ايضا بدليل هذا بعد اقتناعهم انه كان يعمل ضد الاسلام اصلا
    معظم المصريين فى هذه الخانه لكن بعد المناقشه ايضا من المحتمل الايقبلوه نتيجه لما توارثوه .. اعملت عقلى واقتنعت بالمذهب فأطلب من الجميع اعمال عقولهم والنظر الى الادله ومحاولة نفيها على الاقل قبل رفضها .. فقط اطلب المحاوله .
    تحياتى للجميع

    By Blogger FrEe.PhArAoH, at 10:04 AM  

  • الأخوه الأحباء جميعا ..
    سعاده غامره هى ما أشعر به الآن حيث النقاش واضح هدفه لجميع الأطراف .. مصلحة بلدنا الحبيب و مجتمعنا و أهلنا .. شىء جد رائع .. أثاب الله الفاضله صاحبة المدونه التى جمعتنا .. و تعليق أظنه أضافه فى اتجاه توضيح موقفى الشخصى من الوهابيه حول رأى الأمام ابن حنبل نفسه فى مسألة وراثة الحكم و التعامل مع الحاكم الطاغيه .. فيورد الدكتور محمد عماره فى كتابه تيارات الفكر الأسلامى مقولة الأمام ابن حنبل (من غلب بالسيف حتى صار خليفه , و سمى أمير المؤمنين , فلا يحل لأحد يؤمن بالله و باليوم الآخر أن يبيت ولا يراه أماما عليه , برا كان أو فاجرا , فهو أمير المؤمنين ) و خلال مناقشتى لعديد من الوهابيين و شيوخهم أكدوا مقولة الأمام ابن حنبل و ردوها ببساطه لفتوى الأمام الحسن البصرى و آخرين منهم عبد الرحمن اكواكبى أذ يرون ( أن الأستيداد لا يجب أن يقاوم بالسيف كى لا تكون فتنه تحصد الناس حصدا ) و على ذلك فالوهابيون فى هذه الجزئيه قننوا بل و شرعوا لتوريث الحكم و هجر مبدأ رئيسى فى الأسلام و هو آلية محاسبة الحاكم .. بل عملوا على طمس شخصيات المسلمين بوجه عام و تخويفهم من الثوره درأ لخطر حصد الأرواح .. علما بأن الأرواح تحصد فى حكم الطواغيت ثار الشعب أم لم يثر .. و فى هذا الحكم / الفتوى بعينه تجاوز للحق المنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فى صلب الكتاب المبين (و الذين أذا أصابهم البغى هم ينتصرون ) - الشورى 39و يزيد الوهابيون فى اتباع النقل فقط عن دون العقل و دون أدنى استجابه لتطور الفكر البشرى .. و يوردون بل و يعززون فتوى الحسن البصرى ( باعتباره من السلف ) حين استفتاه أهل العراق فى الحجاج بن يوسف الثقفى سفاح العراق فقال الحسن البصرى ما نصه (أرى ألا تقاتلوه , فأنها أن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادى عقوبة الله بأسيافكم , وأن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله و هو خير الحاكمين ) ثم يستطرد الأمام فيقول (ما سلط الله الحجاج عليكم ألا عقوبه , فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف , و لكن عليكم بالسكينه و التضرع . فلو أن الناس أذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا , مالبثوا أن يفرج عنهم .. أن الله أنما يغير بالتوبة لا بالسيف ) مره أخرى لا يتجاهل الأمام نص صريح فى القرآن يأمر من أصابهم البغى بالأنتصار لحقوقهم , بل يجنح ألى تغييب الأمه كلها و أدارة عقولهم و أذهانهم للتغافل عن الطاغيه و النظر ألى الأمر باعتباره بلاء من الله أو عقوبه و بدلا من أهمال نص القرآن الآمر بتحرير الناس جميعا و نشر العدل و المساواه بل يجنح ألى تحويل الصبر امأمور به فى القرآن ألى تعاويذ / تضرعات ( تذكرنى تلك الفتوى بتعلق أحد المحدثين على كوارث الطبيعه من تسونامى ألى غيرها ).. بينما الصبر كان فى المواجهه حين قال نفر قليل من بنى أسرائيل ( ربنا افرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا ) خلال مواجهتهم لجيش جرار من الكفار ..
    و تنطلق الوهابيه فى تثبيت المحرمات من فقه النكاح و الأخراج من تبول و خلافه .. و تتجاهل تحريم السكوت على الظلم الذى جاء بنص صريح فى تنزيل رب العالمين أذ قال (و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ماعليهم من سبيل -41- أنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )الآيه 42 الشورى

    أخى الفرعون الحر .. لا مجال لمناقشة تحريم طقوس واضحه يأباها العقل بطبيعته .. ولا مجال لمناقشة عبادات اتفق عليها المسلومن جميعهم كالتى أوردتها فى ردك المنقول المطول .. أنما النقد و الرفض هو لفكر التدجين /الأستعباد الذى روج له الوهابيون تحديدا بدأ من تحليل توريث الحكم و مرورا بطبقية المجتمع و دنائة النظره للمرأه فى المجتمع .. ووضع أساسيات منهجيه شأنها الوصول بالأمه حتى فى حالة أعمال العقل ألى حاله من التغييب التام .. مثلا عند استفتاء الفكر الوهابى فى مسألة قيادة المرأه للسياره .. نجد الفكر الوهابى وضع منهجا لايمكن معه الخروج بنتيجه للفتوى سوى بتحريم قيادة المرأه للسياره .. مع أجازة استخدامها لسائق .. تجاهلا للخلوه الغير شرعيه التى ستحدث بين رجل و امرأه فى هذه الحاله باعتبار أن السائق عبد من ملك اليمين ..
    تغييب , استعباد , استهبال .. لا أدرى .. لكن فكر الوهابيين يذكرنى ببعض آراء الكنيسه المسيحيه قبل عصر النهضه فى الغرب و هو ماعرفته أوروبا بعصور الظلام , فمثلا يقول ألقديس جريجور فى القرن الرابع عشر (لا يتعين على الرعيه أن يطيعول فحسب لكن أيضا عليهم الامتناع عن محاولة الحكم على حياة حكامهم , و أذا انزلق اللسان ألى استنكار أعمالهم فعلى القلب أن يتجه بالأستغفار فى أسف و خشوع و ندم التماسا لعفو السلطه العظمى التى ماكان الحاكم ألا ظلها على الأرض )
    أخى العزيز .. لم يتقدم الغرب ألا حين ثاروا على منهج تفكير السلف المظلم .. و لم يثر أحد على أساسيات العقيده .. ز هذا هو تحديدا موقفى الآن .. لا أثور على الدين ولا طقوسه ولا محرماته و لا نواهيه ولا أوامره .. لا أله ألا الله محمد رسول الله .. لكن أرفض تماما مبدأ السلف الذى أغرق المسلمين و الأمه كلها فى فقه العبوديه و النكاح .. و تجاهل تكوين العقل تماما .. اما مسألة الوحى اللازم لأعمال العقل .. فأدعوك للتفكر فى هذه المقوله وحدها .. واضعا نصب عينيك أنه ( ماربك بظلام للعبيد ) كلنا عبيد لله .. و لكن أذا طبقنا مقولتك تلك ( أو لنقل مقولة السلف ) فما ذنب من أعمل عقله و لم يأته الوحى ؟؟ هل.. ؟؟ أخشى الأجتراء بالسؤال .. فأنا موقن أن ماربك بظلام للعبيد ..
    أشكر الجميع مره أخرى . و أكرر لا اختلاف على العقائد ولا حتى الطقوس .. لكن الأختلاف على منهج الفكر و توابعه ومن ثم .. يشرفنى رفض الوهابيه كمنهج فكر كما شرفت بأن أكون مسلما تابع لسيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاه و أجل التسليم ..

    By Blogger lastknight, at 9:12 PM  

  • الأعزاء جميعا .. قدمت فى مدونتى اقتراح بخصوص قرار حبس الصحفيين .. أدعوكم جميعا لزيارتى لفتح مناقشه حول الموضوع و يشرفنى الحصول على تعليقاتكم
    وشكرا

    By Blogger lastknight, at 12:38 AM  

  • سأعلق سريعا: بالنسبة لدور أبو هريرة، هناك الكثير من الجدل حول صلته بالدولة الأموية الطاغية و كيف كانت له الكثير من المميزات و هناك حتي من هاجمه و نقده من معاصريه و لكن لذلك حديث أخر يطول ( انا متأكدة من هجوم المتحمسين لكل ما يرتبط بالأقدمين باعتبار أنهم أنصاف ألهة و مشاريع رسل و أنبياء، بينما الإمام مالك قال هم رجال و نحن رجال، لكنه التقديس و خلاص)
    بالنسبة لدور الوهابية في تقنين و تكريس توريث الحكم لآل سعود، هناك العديد من الكتب و المراجع التي تتحدث عن نشأة المملكة و هي متاحة لمن يريد إعمال عقله
    و هو ما يفسر ارتباط الحكم العائلي بهذا المذهب و دعمه و الدفاع عنه
    اخيرا هلا قرأتم أي شيء من أعمال و فكر ابن رشد و الذي له وجهة نظر عميقة و مهمة بخصوص النقل و التفسير الحرفي و تعارض النص ظاهريا مع العقل
    و لقد صدق الأستاذ العظيم الفيلسوف المفكر زكي نجيب محمود عندما قال في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين عند بداية استحكام الافكار الظلامية و تغييبها الواضح للمنطق و العقل بأننا نعيش فترة عصورنا الوسطي

    By Blogger ايمان, at 4:20 AM  

Post a Comment

<< Home