يعني كان لازم
ألو،......... مر زمن لم أسمع صوتك"
"........."
"أعلم المشاغل، عندي خبر ، .محمد ، تعبان، قوي،"
"........"
"سرطان"
كانت هذه هي المحادثة التي جرت بيني و بين أحد الأصدقاء، لأخبره عن حالة الصديق المشترك، أغلقت السماعة بعد أن هزني نحيبه و لم أكن شجاعة بما يكفي لأشجعه، في الصباح تقابلنا عند مدخل المستشفي، كنا ثلاثة أصدقاء ننتظره هو و زوجته، لا يعلم بالتحديد ماذا أصابه، لكنه استجاب لطلبي لعمل اشعة مقطعية و أخذ عينة، بحكم المهنة و سابق الخبرة و المعاناة، أكدت له أنه مجرد إجراء وقائي ، و أنا أعلم مسبقا النتيجة، عندما نزل من السيارة لم أعرفه، ما صدمني أنني أكتشفت لحظتها أننا لم نتقابل منذ خمس سنوات، كانت الأسفار و الأحمال الإجتماعية الملقاة علي عاتق كل منا تمنع الإجتماع الذي تعودنا عليه كلما زرنا بلد المنشأ، و كانت المكالمات هي الخيط الذي يربطنا
"أخبارك إيه، وحشتينا"
"أنت عارف الأولاد"
" هشوفك طبعا لما تيجي"
"وعد يا محمد، وعد"
و لم أتخيل لحظة أن لقائنا المنتظر و المؤجل بسبب كثير من الأسباب التي ألعنها اليوم، سيكون هنا أمام المستشفي
، ،كنت و رضا متماسكين بينما لم يحبس عمرو دموعه و افتعل أشياء تجعله يركب سيارته مسرعا
لم تتمالك زوجته نفسها و أنا أخبرها بينما هو بداخل قسم الأشعة،
بعد يومين خرج في أنتظار نتائج العينات، لم نشأ أن نقول له الحقيقة الأن، رتبنا كل شيء من أجل العلاج، حتي أدق التفاصيل، كنا يوم الأربعاء، قررنا مع زوجته أن يعود للبيت حتي موعد الدخول الأساسي، أمامنا حتي الأحد، و نحن نغادر المستشفي أنضم إلينا صديقين اخرين أصبحنا خمسة، أحدهم جاء سائقا سيارته من شرم الشيخ فور مكالمة له من عمرو غادرها من فوره ووصل إلي القاهرة في الرابعة صباحا و لم يستطع النوم حتي حضر إلينا في التاسعة، حملنا عنه الحقيبة و باقة الورد، وكان الملف الطبي من نصيبي، كنا نضحك و نتكلم كثيرا، كأننا نريد تعويض كل الضحكات و الكلمات التي لم نتمتع بها معا و كانت رصيدنا فيما مضي لتحمل الحياة، و كانت ضحكاتنا تزداد و تعليقات عمرو الساخنة تزداد و حكايات رضا عن نوادره و مغامراته العجيبة تزداد كلما التقت نظراتنا بعيون محمد الفرحة بوجودنا حوله و المتسائلة في صمت رهيب،
و مشي وسطنا و قد أحاط ذراعة بكتف زوجته في مشهد جعلني اهتز، فلقد كان دائما خجولا، أكثرنا كتمانا، أن يمشي بيننا محتضنا زوجته بمثل هذا الحنان جعل الشعور بافتقاده يتنامي منذ اللحظة،
توقف فجأء و قال "نروح نتعشي مع بعض، لا يجب أن تضيع هذه الفرصة
"مين عارف ممكن نتقابل كلنا كده أمتي؟"
الخميس قررت أن نسافر أنا و عمرو، زوجي، و الأولاد لنمضي معه يوم الجمعة، في المساء التالي كنا أحد عشر صديقا و صديقة، الكل جاء من القاهرة و الإسكندرية ، و سهرنا جميعا في طنطا معه حتي مطلع الفجر، تحسبنا من السعادة نطير كلما أشتد المزاح و تداعت ذكريات الكلية و التجنيد و بداية العمل و قصص حب بعضنا لبعض، معظم الأزواج المجتمعين الليلة كانوا أبطال قصص رومانسية أيام الجامعة و الأن حضرنا جميعا و معنا الأطفال
يعني كان لازم يا محمد تصاب بمثل هذا المرض حتي ندرك كم احببناك، و كم كانت صداقتنا جميلة، و كم كنا
مرتبطين بذكريات مشتركة هي أحلي ما فينا اليوم بعد كل هذه السنين و بعد أن باعدت الهموم كثيرا بيننا و بين سن العشرين، يعني كان لازم أنت تكون القربان علشان نفوق
"........."
"أعلم المشاغل، عندي خبر ، .محمد ، تعبان، قوي،"
"........"
"سرطان"
كانت هذه هي المحادثة التي جرت بيني و بين أحد الأصدقاء، لأخبره عن حالة الصديق المشترك، أغلقت السماعة بعد أن هزني نحيبه و لم أكن شجاعة بما يكفي لأشجعه، في الصباح تقابلنا عند مدخل المستشفي، كنا ثلاثة أصدقاء ننتظره هو و زوجته، لا يعلم بالتحديد ماذا أصابه، لكنه استجاب لطلبي لعمل اشعة مقطعية و أخذ عينة، بحكم المهنة و سابق الخبرة و المعاناة، أكدت له أنه مجرد إجراء وقائي ، و أنا أعلم مسبقا النتيجة، عندما نزل من السيارة لم أعرفه، ما صدمني أنني أكتشفت لحظتها أننا لم نتقابل منذ خمس سنوات، كانت الأسفار و الأحمال الإجتماعية الملقاة علي عاتق كل منا تمنع الإجتماع الذي تعودنا عليه كلما زرنا بلد المنشأ، و كانت المكالمات هي الخيط الذي يربطنا
"أخبارك إيه، وحشتينا"
"أنت عارف الأولاد"
" هشوفك طبعا لما تيجي"
"وعد يا محمد، وعد"
و لم أتخيل لحظة أن لقائنا المنتظر و المؤجل بسبب كثير من الأسباب التي ألعنها اليوم، سيكون هنا أمام المستشفي
، ،كنت و رضا متماسكين بينما لم يحبس عمرو دموعه و افتعل أشياء تجعله يركب سيارته مسرعا
لم تتمالك زوجته نفسها و أنا أخبرها بينما هو بداخل قسم الأشعة،
بعد يومين خرج في أنتظار نتائج العينات، لم نشأ أن نقول له الحقيقة الأن، رتبنا كل شيء من أجل العلاج، حتي أدق التفاصيل، كنا يوم الأربعاء، قررنا مع زوجته أن يعود للبيت حتي موعد الدخول الأساسي، أمامنا حتي الأحد، و نحن نغادر المستشفي أنضم إلينا صديقين اخرين أصبحنا خمسة، أحدهم جاء سائقا سيارته من شرم الشيخ فور مكالمة له من عمرو غادرها من فوره ووصل إلي القاهرة في الرابعة صباحا و لم يستطع النوم حتي حضر إلينا في التاسعة، حملنا عنه الحقيبة و باقة الورد، وكان الملف الطبي من نصيبي، كنا نضحك و نتكلم كثيرا، كأننا نريد تعويض كل الضحكات و الكلمات التي لم نتمتع بها معا و كانت رصيدنا فيما مضي لتحمل الحياة، و كانت ضحكاتنا تزداد و تعليقات عمرو الساخنة تزداد و حكايات رضا عن نوادره و مغامراته العجيبة تزداد كلما التقت نظراتنا بعيون محمد الفرحة بوجودنا حوله و المتسائلة في صمت رهيب،
و مشي وسطنا و قد أحاط ذراعة بكتف زوجته في مشهد جعلني اهتز، فلقد كان دائما خجولا، أكثرنا كتمانا، أن يمشي بيننا محتضنا زوجته بمثل هذا الحنان جعل الشعور بافتقاده يتنامي منذ اللحظة،
توقف فجأء و قال "نروح نتعشي مع بعض، لا يجب أن تضيع هذه الفرصة
"مين عارف ممكن نتقابل كلنا كده أمتي؟"
الخميس قررت أن نسافر أنا و عمرو، زوجي، و الأولاد لنمضي معه يوم الجمعة، في المساء التالي كنا أحد عشر صديقا و صديقة، الكل جاء من القاهرة و الإسكندرية ، و سهرنا جميعا في طنطا معه حتي مطلع الفجر، تحسبنا من السعادة نطير كلما أشتد المزاح و تداعت ذكريات الكلية و التجنيد و بداية العمل و قصص حب بعضنا لبعض، معظم الأزواج المجتمعين الليلة كانوا أبطال قصص رومانسية أيام الجامعة و الأن حضرنا جميعا و معنا الأطفال
يعني كان لازم يا محمد تصاب بمثل هذا المرض حتي ندرك كم احببناك، و كم كانت صداقتنا جميلة، و كم كنا
مرتبطين بذكريات مشتركة هي أحلي ما فينا اليوم بعد كل هذه السنين و بعد أن باعدت الهموم كثيرا بيننا و بين سن العشرين، يعني كان لازم أنت تكون القربان علشان نفوق
يعني كان لازم أنت
كان لازم