masreya

Tuesday, January 09, 2007

شغل كايرو

شغل كايرو

بحب مصر الجديدة، اصلها بتفكرني ببيتنا هناك علي البحر، في الاسكندرية، بيوت مصر الجديدة لا تسد السماء، اشعر عندما ارفع عيني اليها انني قريبا ساري البحر، لابد ساري البحر

أنا كنت بنت روشة جدا أيام الجامعة، كنت واخدة بالي من نفسي علي الأخر، يعني شعري لازم يكون متوضب عند الكوافير، فستاني مبهج و كل التفاصيل الصغيرة ماشية معاه، الشنطة، الجزمة، العقد و الحلق
أنا دلوقت بنزل من غير ما اغسل وشي، اصلي كمان اتحجبت بعد ما اتخطبت، يعني، جوزي كان من شروطه اني اتحجب قبل الجواز

اشعر بعزلة فظيعة ، كأنني منزوعة من اصلي ، كأني مهاجرة استراليا و لا كندا، مع ان الحكاية كلها ساعتين بالقطار، لكن احساس الغربة بيأكلني، بيقضي علي، الصبح و انا في طريقي للشغل بعد ما عدي علي الحضانة واسيب كريم، بيبقي نفسي اروح اتمشي علي الكورنيش، اشوف البحر و اشرب قهوة من عند البن البرازيلي، لكن مش ممكن، أنا هنا و البحر هناك في الاسكندرية.

الزحمة و الدخان و الصوت العالي و الفوضي و الساعة و نص بهدلة في المواصلات لحد ما اوصل الشغل، بيجتمعوا يوميا للاطاحة بما تبقي لي من اعصاب بعد معارك الصباح مع كريم و مع أبوه، اصل جوزي ضابط شرطة عصبي حبتين و لازم يلاقي حاجة يتخانق عليها الصبح و لازم الخناقة تنتهي ب... الدين، و أحيانا أمي و أبويا، رغم إنهم عمرهم ما عملوا له حاجة تضايقه، بالعكس، كل ما اروح لهم زعلانة، بابا يرجعني في اول قطار بعد ما اكون فضيت شحنة البكاء المزمنة،
انا مش بحب القاهرة
النهاردة الصبح فضلت واقفة قدام مراية الحمام، عايزة اعيط و مش عارفة، وشي كان بيوجعني ، عيني وارمة، حطيت مكياج تقيل علشان اداريها، لكن لسة باينة و بتوجعني، عاودني احساس الرعب الذي عانيته عندما هاجمني الكلب المسعور زمان و انا راجعة من المدرسة، لسة حاسة بريحة نفسه، و اللعاب اللزج علي رجلي و الدماء و انيابه المغروسة في لحمي، من يومها و انا بخاف من الكلاب و اكرههم.
"اصلي اتخبطت في بوز الكومودينو و انا قايمة الصبح"
لأ متنفعش
"تصوروا النور كان مقطوع الصبح ، اتكعبلت و اتخبطت في الباب "
يعني ممكن، لكن أكيد مني هتفقسها
عندما تأكدت أن مني هتعرف بكيت بحرقة
أنا مش بحب مني
مني زميلتنا في المكتب حلوة، احلي مني بكتير، مني عايشة مع امها، مطلقة من سنتين، ، باحسدها علي حريتها، لا عيل تجرجره وراها في الحضانات كل يوم، و لا رجل يقلب وشه كل ما يشوفها، و لا شغالة مدوخاها، تيجي يوم وعشرة لأ، و لا حماة تنكد عليها علشان مش عارفة تخلف غير عيل واحد،
مني لما جوزها ضربها أول مرة خرجت من البيت و مرجعتش أبدا

مني قربت من مكتبي و طبطبت عليا، لما كنا لوحدنا ساعة صلاة الضهر، خرج الاستاذ محمد و الاستاذ عليوة والمهندس صلاح يصلوا، المهندس ماجد خرج يشرب سيجارة، ساعتها جت مني و قربت من مكتبي و طبطبت عليا، و حضنتتني، مقدرتش امسك نفسي و عيطت بصوت مكتوم في صدرها، قالت لي ان الوضع ده مش لازم يستمر اكتر من كده، و ان ده هياثر علي نفسية ابني، قلت لها انه عصبي لكن بيرجع يصالحني و بعدين ينسي نفسه و يتخانق مع دبان وشه، قلت لها انه اتغير كتير عن ايام الخطوبة، و ان منظر البدلة الميري و الرتب اللي كان بيفرحني بقي بجيب لي اكتئاب، مسحت دموعي بسرعة و رجعت مني لمكتبها لما سمعنا صوت الاستاذ عليوة بيختم الصلاة

جرايد الصباح اعلنت اليوم انه في حي كذا بالقاهرة وقع حادث مأساوي أودي بحياة موظفة شابة ارتطم رأسها بشدة بحافة منضدة إثر تعثرها في الظلام نتيجة انقطاع الكهرباء

9 Comments:

  • روعة بجد
    كتابة صادقة و شفافة جداً

    By Blogger ماشى الطريق, at 10:17 AM  

  • افهم ان مافيش أمل انها تلحق نفسها؟

    By Blogger Darsh-Safsata, at 7:51 AM  

  • تقريباً يا أول مرة آجي هنا، يا أول مرة أركز

    قلبت ف البوستات القديمة كمان

    كتابتك رائعة

    لمستني

    By Blogger Ghada, at 5:51 PM  

  • تلامسين الحياة بقفازات من حرير

    تتداعى إلى ذهني قصص واقعية ولقطات من فيلم "زوجة رجل مهم".. في حين تنمو للحكاية فروع أخرى في عقلي وذاكرتي

    الانكسار هو سبب المأساة.. فلا أحد يصعد فوق ظهرك إلا إذا كنت منحنياً.. ولو أنها وقفت بقوة منذ المواجهة الأولى في وجه عنف وتسلط الزوج وقهر إرادتها.. لما كانت تلك التلال الصغيرة صنعت جبل المأساة

    أحسنت

    By Blogger قبل الطوفان, at 11:05 PM  

  • دكتورة ايمان

    اولاـ تحياتى وللمرة الاف سعيد برجوعك

    ثانيا ـ فى محاولة من بطلة القصة لايجاد سبب كاذب لاقناع الزملاء والزميلات فى العمل واخفاء حقيقةالاعتداء المتكرر من زوجها عليها بالضرب قالت

    اصلي اتخبطت في بوز الكومودينو و انا قايمة الصبح"
    لأ متنفعش
    "تصوروا النور كان مقطوع الصبح ، اتكعبلت و اتخبطت في الباب "
    يعني ممكن،

    ------------------------

    بطلة القصة تعلم ان نهايتها هى القتل بسبب هذة الاعتداءات ـ ورغم هذا ظلت سلبية رغم انها سيدة متعلمة ـ ومكنش يجب انها تكون سلبية الى هذة الدرجة

    جرايد الصباح اعلنت اليوم انه في حي كذا بالقاهرة وقع حادث مأساوي أودي بحياة موظفة شابة ارتطم رأسها بشدة بحافة منضدة إثر تعثرها في الظلام نتيجة انقطاع الكهرباء

    دكتورة لك تحياتى

    By Blogger Gid-Do - جدو, at 1:22 AM  

  • very beautiful and very true, like usual!!

    By Blogger freeSoul, at 4:26 PM  

  • اشعر بما تتكلمين عنه من غربة، و لكن مشكلتى اننى تركت مصر الجديدة و ذهبت بعيدا جدا للبحرين

    مصر الجديدة بالنسبة لى اكثر من مجرد مكان او ذكريات، كتبت عنها بعض
    التدوينات
    تحياتى لكى و لمدينتى‘ مدينة الشمس.

    By Blogger Desert Rose, at 7:45 PM  

  • سلاسة في السرد وعمق يكشف عن نفسه بلا فجاجة
    احترت، هل هي قصة قصيرة جدا اختزل فيها العالم المحيط في الدبابير التي لم تعد تبهر
    ام ان هناك تفاصيل ستنقلها لنا السردية القادمة
    حقيقي جميل
    هل قراءت " ذات " لصنع الله إبراهيم

    By Anonymous Anonymous, at 8:15 PM  

  • قلبي معاكي ولية الصبر علي الأهانة

    By Anonymous Anonymous, at 4:29 PM  

Post a Comment

<< Home